هناك اسئلة فيها نوع من الحيرة عن الهياكل التنظيمية وشؤونها وشجونها وكيفية ادائها. الأسئلة كثيرة عن التنظيم وكأنه عملية منهجية ميكانيكية لها خطوط واضحة ومنهج متكامل ونهج معروف ويريدون أن يرو بأم اعينهم هذا المنهج.
التخطيط كما التنظيم وكما الاستراتيجية منهجياً له عدة مداخل تتحدث نظرياً عن الأسس والأهداف والمبادئ والمهام والنظريات الجدلية التي ظهرت ونواقصها وثغراتها الداعية لظهور نظرية اخرى.
من الممكن وكما هو سائد أن تزور هيئة أو مؤسسة أو شركة ولا ترى لها اي خريطة تنظيمية، اذ لا يوجد منهج محدد لإعداد الهياكل التنظيمية. اعداد الهياكل التنظيمية مهارة تعتمد على الممارسة قبل كل شيء ومرتبطة بالخبرة ولها اشكال متعددة ليس المربعات وخطوط الربط الا احدها. هناك اشكال مختلفة للهياكل التنظيمية وكلها تعتمد على رؤى ومهارات وسلوك القائد الاداري.
التنظيم كما التخطيط والتوجيه والرقابة تعتبر الاعمدة الاربعة للعملية الادارية وليست عمل المدير، فعمل المدير هو اتخاذ القرارات والاتصال والقيادة فقط. وعمل الادارة الشامل هو التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة.
التنظيم لا يعكسه خريطة ومربعات بل اساسه المنهجي هو خطوط السلطة والصلاحيات والمسؤوليات والمسائلة والتفويض وفوق كل ذلك وقبله وبعده منهج المركزية او منهج اللا مركزية.
التنظيم يرتبط اساساً بالصلاحيات، وبدون وجود هذه اللائحة للصلاحيات لا ضرورة لوجود الهياكل التنظيمية أو لا جدوى من وجودها ولا ضرورة لوجودها، ووجود هياكل تنظيمية بدون لائحة صلاحيات تعتبر مضيعة للوقت ورسم خرائط لا معنى لها. لائحة الصلاحيات وخطوط السلطة وعلاقات التتابع لكيفية صناعة القرار وكيفية اتخاذ القرار تعتبر المنهج الاساسي للتنظيم وليس لخرائط التنظيم كما يحلو للبعض أن يوجه العمل ويخطط له ويعمل على مراقبة العمليات.
اسأل اي جهة او هيئة هل لها لائحة للصلاحيات توضح الوصف الوظيفي وخطوط السلطة والصلاحيات المالية والإدارية والفنية وصلاحية صناعة القرارات واتخاذ القرارات. ليتضح جدوى وجود الخرائط التنظيمية من عدمه.
على الجيل الجديد من القادة الاداريين العرب تركيز معرفتهم على الجوانب الانسانية ونوازع النفس البشرية في التنظيم والتوسع في ادراك المناخ التنظيمي والعلاقات التنظيمية بدلاً من التركيز الشكلي على الخرائط النوعية العمودية والراسية والأفقية والدائرية. كما ان التركيز على البيئة المتغيرة والقوة والتأثير والقيادة اكثر اهمية من الاشكال التي ذهبت اليها كثير من الكتابات في القرن الماضي.
إن وجود اللوائح الخاصة بالصلاحيات والوصف الوظيفي وكثير من اللوائح الاجرائية المؤطرة للعلاقات والصلاحيات وخطوط السلطة والمسئولية استعراض للمسائلة والتقارير الرقابية وخطوط اعدادها والإطلاع عليها هو التنظيم بعينه وليس اعداد الخرائط التنظيمية التي لا تجدها ولا تراها في اي هيئة تعمل بها أو تزورها.
المصدر : مجلة المدير