يقول البروفسور (R. Carlson) في كتابه (Don’t Sweat The small Stuff at Work) أن كثير من الطموحين ذوي الدوافع الفاعلة والكفاءة في قطاع الأعمال يتوقون للوصول إلى مناصب المديرين.
وخلال حياتهم الوظيفية واكتسابهم للخبرة يلاحظون بعض التصرفات من مديري الأقسام والإدارات والوحدات ونواب المدير العام والمدير العام في ما يسمى بأعراض ” الشلل التحليلي”، أي أن الشركة قد أصابها الشلل من كثرة الإجراءات التحليلية للأمور المعروضة والفرص المتاحة.
تعاد الدراسة أو المشروع من المدير العام بتعليق “نحتاج إلى دراسة أخرى متوسعة” أو “الفكرة غير واضحة وتحتاج إلى تحليل” أو “لا بد من وجود بدائل أخرى” أو “نحن بحاجة إلى دراسة محاسبية مالية وإحصائية أوسع”.
المدير العام الذي يطلب إحصائيات وبيانات ودراسات إضافية عما هو معروض بشكل دائم يحاول التهرب أو التملص من اتخاذ القرارات لأنه لا يفترض أن اتخاذ القرارات في قطاع الأعمال محفوف بالمخاطر.
ومع إقرارنا بأنه لا يعتبر مقبولاً كذلك من المدير العام أن يتخذ قرارات غير ضرورية مؤقتة وغير ناضجة ودون بيانات ومعلومات ودراسات وتوصيات واضحة، فإننا نقر كذلك بأن الأسوأ هو عدم اتخاذ القرارات في التملص والمراوغة في دخول معمعة الشلل التحليلي الذي نحن في صدده.
الشلل التحليلي هذا يعتبر مرضاً سرطانياً يصعب معالجته لأن المدير العام ومساعديه والمديرين الآخرين تنمو لديهم الرغبة في تجنب اتخاذ القرارات خوفاً من الفشل والانتقاد.
ولا شك أن الكليات الجامعية في تعليم إدارة الأعمال لها دور في بنية المتخرجين لأنها تعلمهم استمرارية الحصول على البيانات وتحليلها بالدراسات الكمية ويصبحون مهتمين بالكفاءة دون اهتمام بالفاعلية.
يفقد المديرون بصيرتهم في جمع المعلومات وتحليلها تاركين بعض الأحيان الهدف الرئيس دون شعور بذلك.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن الخوف من الفشل أو الانتقاد لقرارات خاطئة شيء مرغوب ولكن دون أن يؤدي إلى إحداث المرض المستعصي في الشلل التحليلي.
المصدر : مجلة المدير