〘هي جنة طابت وطاب نعيمها〙

  • — الثلاثاء ديسمبر 10, 2024
تبتهج النفوس وتطيب القلوب بذكر الجنة؛ فهي النعيم المقيم والأُنس الذي لا كدر فيه، وهي دار الفرح والسعادة، أمّا الحياة الدنيا ففيها السعادة والحزن، والعسر واليسر، وفيها العافية والمرض، فلا يُمكن أن يكتمل للإنسان في الحياة الدنيا مطلب الراحة والسكينة، حيث وصف النبي -ﷺ- الدنيا والآخرة : «الدُّنيا سِجنُ المؤمنِ وجنةُ الكافرِ».
وجاء في نونية الإمام ابن القيم -رحمه الله- عن الجنة: 
هي جنة طابت وطاب نعيمها.. فنعيمها باق وليس بفان
دار السلام وجنة المأوى.. ومنزل ثلة الايمان والقران
فيها الذي والله لا عين رأت.. كلا ولا سمعت به الاذنان
انهارها تجري لهم من تحتهم.. محفوفة بالنخل والرمان
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد.. وقصورها من خالص العقيان
سكانها أهل القيام والصيام.. وطيب الكلمات والايمان
اكرم بجنات النعيم واهلها.. اخوان صدق ايما اخوان
جيران رب العالمين وحزبه.. اكرم به في صفوة الجيران
واذا بنور ساطع قد اشرقت.. منه الجنان قصيها والداني
واذا بربهم تعالى فوقهم.. قد جاء للتسليم بالإحسان
قال السلام عليكم فيرونه جهرا.. تعالى الرب ذو السلطان
والله ما في هذه الدنيا الذ.. من اشتياق العبد للرحمن
هم يسمعون كلامه وسلامه.. والمقلتان اليه ناظرتان
فاعمل لجنات النعيم وطيبها.. انعم بدار الخلد والرضان
ان كنت مشتاق لها كلفا بها.. شوق الغريب لرؤية الاوطان
كن محسنا في ما بقى فلربما.. تجزى عن الاحسان بالإحسان
قال-ﷺ- «من خاف أدلجَ، ومَن أدلج بلغ المنزلَ، ألا إن سلعةَ اللهِ غاليةٌ ألا إن سلعةَ اللهِ الجنةُ».

فالعاقل من فهم حقيقة الدنيا، وأنّها دارٌ للعبور إلى الحياة الحقيقية، وهي الحياة الآخرة، فالواجب على العبد ألّا يتّخذ الدنيا مقرّاً له ويغفل عن الآخرة، والمُحسن من جعل أكبر همّهُ الآخرة، فمن كانت الآخرة مطلبه ومبتغاه؛ أعطاه الله -عزّ وجلّ- الغنى في قلبه، والتوفيق في الدنيا والآخرة.

اللهم اجعلنا من أهل الجنة، ووالدينا وازواجنا وأهلينا وذرياتنا وأقاربنا وأحبابنا وأصحابنا وجيراننا، ولمن له حق علينا ولنا حق عليه، ولمن أحبنا فيك وأحببناه فيك، ولمن أحسن ألينا، ولمن دعا لنا ومن أوصانا بالدعاء له. آمين