« نزع بركة الوقت وتقارب الزمان »

  • — الثلاثاء ديسمبر 31, 2024

غدا الاربعاء، هو اليوم الأول من شهر رجب أحد الأشهر الأربعة الحُرم، وبه تنتصف السنة الهجرية (١٤٤٦)، وكأنها بدأت للتو، وهذا-والله تعالى أعلم- من تقارب الزمان الذي ذكره المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله-ﷺ- قال: «لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ، فتكونُ السنةُ كالشهرِ ، والشهرُ كالجمعةِ، وتكونُ الجمعةُ كاليومِ ، ويكونُ اليومُ كالساعةِ، وتكونُ الساعةُ كالضَّرَمَةِ بالنارِ» صحيح الترمذي

لقد بيّن النبي-ﷺ- مواطن كثيرة كعلامات الساعة، والأهوال التي تكون قبل يوم القيامة، وأن من ضمن تلك العلامات نزع البركة من الوقت حتى يتقارب الزمان، حيث يقول -ﷺ-: «لا تقوم الساعة»، أي: لا يأتي يوم القيامة حتى تظهر علاماته، ومن علامات يوم القيامة: «حتى يتقارب الزمان»، أي: تنزع البركة من الوقت فيقل الزمن، وتنزع فائدته، أو أن الناس لكثرة انشغالهم بالفتن والنوازل والشدائد، لا يدرون بالوقت ولا كيف تنقضي أيامهم ولياليهم، «فتكون السنة كالشهر»، أي: تمر السنة كمرور شهر لا بركة فيها، «والشهر كالجمعة»، أي: ويمر الشهر كأنه أسبوع لا بركة فيه، «وتكون الجمعة كاليوم»، أي: ويمر الأسبوع كمرور النهار في اليوم لا بركة فيه، «ويكون اليوم كالساعة»، أي: ويمر اليوم كأنه ساعة مرت لا بركة فيه، «وتكون الساعة كالضرمة بالنار»، أي: وتمر الساعة كأنها نبتة احترقت بسرعة فلم تأخذ وقتا ولا زمنا؛ وقيل: الضرمة ما يشعل به النار كالكبريت أو القصب؛ وقيل: هي غصن نخل في طرفه نار، وهذا كله يدل على نزع البركة من الزمن ومرور الوقت سريعا، وعدم الاستفادة منه لسرعته، وقلة بركته.

وفي الحديث: إخبار النبي -ﷺ- بما سيحدث في آخر الزمان.

اللهم بارك لنا في أعمارنا وأجعلها شاهدةً لنا لا علينا، اللهمّ بلغنا صيام شهر رمضان، وَسَلِّمْهُ لنا، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مُتَقَبَّلا. آمين