يقول Stephen M. Dent في كتابه Partnering Intelligence أن الشراكة الذكية أو الذكاء التشاركي هو مقياس لقدراتنا على النجاح في حالات المشاركة، ويضيف أنه مقياس خصوصاً في مدى قدرتنا على انشاء واستدامة مشاركة مفيدة وصحية ومتبادلة- سواء كان في الحياة العملية أو الحياة الخاصة.وأن الخطوة الأولى لتطوير الذكاء التشاركي هو من خلال الوعي بالذات، فيجب أن نعرف ونعي احتياجاتنا الخاصة قبل أن نتوقع تحقيق احتياجات الآخرين، وحالما يتم التعرف على احتياجات كلا الطرفين نصبح عندها مكرَّسين لتحقيق نجاح الشركة.
قبل أن نستطيع تحقيق علاقات طويلة الأمد مبنية على الثقة و المنفعة والاحترام المتبادل سوف نمر عبر اربع مراحل متميزة لتطوير العلاقات. وهو ما يمكن أن يحدث بسرعة أو قد تستغرق عدة شهور، سرعتها وبطئها يعتمدان على المجموعة.
والمراحل الأربع لتطوير العلاقات هي :
- التشكُّل
عندما تكون العلاقة في مرحلة التشكُّل يكون الناس في العموم مهذبون تجاه بعضهم البعض وأقل تحفظاً. في العادة يسيطر قائد المجموعة على النشاطات، في حين أن الآخرين قد يجلسون ويتخذون وضعية “الانتظار والترقب”. هذه المرحلة هي أفضل وقت لتوضيح القضايا التي تحتاج إلى حلول، إنه الوقت المناسب لبناء الثقة داخل المجموعة. لا يجب أن نقلق ونندفع في هذه المرحلة، فعملية ارساء الثقة بين أفراد المجموعة تتطلب بعض الوقت.
- الاقتحام
في هذه المرحلة يخلق تضارب الافكار و السلوكيات ظروفاً مهيأة للصراع. المداراة تعطي فرصة لظهور السلوك العدواني. يجد قائد المجموعة نفسه في تحدي كبير. يختبر اعضاء المجموعة حدود العلاقات ويترقبون إلى أي مدى يمكن أن تقودهم. بعد فترة قصيرة يعرف المشاركون الحدود ويتعلمون أنه يمكنهم الوثوق في بعضهم البعض طالما يُعبِّرون عن احتياجاتهم.
- وضع النماذج
حالما يحدّد أعضاء المجموعة احتياجاتهم وينظموها احتياجات المجموعة، يكونون عندها جاهزون للتعاون لحل الصراعات. مستوى الثقة الذي قاموا بتطويره يسمح لهم بركوب المخاطر وخوض تجارب جديدة.
- الأداء
في النهاية تصل المجموعة مرحلة الأداء. في هذه المرحلة تظهر على السطح الطاقات الابداعية وتزيد وتتدفق بوفرة كون الشركاء يخلقون التآزر، ويمكن التوقع أن تبلغ الشراكة الأهداف التي تتجاوز كثيراً توقعاتهم في البداية.
تأتي الشراكة في نوعين: داخلية وخارجية.
الشراكة الخارجية يمكن وصفها بصورة أفضل على أنه تحالف بين الشركات. التحالفات الاستراتيجية سوف تستمر بالسيطرة على الاعمال كون المنظمات تتعلم السعي خارجياً لفرص المشاركة لتستفيد من نقاط القوة وتتغلب على نقاط الضعف بدون الحاجة لإجراء تغيرات رئيسة في الهيكلة. إنها حالة ربح نهائية للجانبين المتشاركين. المشاركة الداخلية توجد داخل المنظمة وتتضمن العلاقة بين الادارة والعاملين أو العلاقات التعاونية الضرورية بين الإدارات والأقسام.
وحتى تنجح المشاركة يجب أن يكون الطرفين مسئولين عن بعضهم البعض، ويمكن ضمان هذا عن طريق انشاء اتفاقية مشاركة مناسبة المجالات التالية:
- تعريف مجالات الاهتمام للنشاط الأساسي سواء كان هذا المجال تطوير أو تسويق وخلافه، والعصف الذهني لقائمة من النشاطات المشتركة والاتفاق على واحدة لبدء العلاقة من خلالها.
- توثيق بدء وإيقاف النشاط وتعيين الحدود. قد تكون هناك اشياء لم يحاول الشريك اكماله بعد.
- تقرير من الذي يفعل (ماذا) بين الشركاء.
- الاتفاق على نمط اتخاذ القرارات.
- التوافق على استراتيجية حل النزاعات التي قد تحدث.
- تخصيص الموارد والمساهمات والالتزامات كتابة.
- انشاء معيار لتقييم كل من المشروع الأولي وتطوير العلاقات.
- تحديد النتائج المتوقعة للنشاط الأولي.
ولإنجاح الشراكة يجب أخذ الوقت الكاف للتعرف على الشركاء لأن بناء العلاقات تستغرق دائماً فترة أطول مما يتوقعه الناس.
المصدر : مجلة المدير