||الفقر، والفاقة، والقلة، والذلة، والعيلة، والظلم||

  • — الأربعاء أبريل 16, 2025

كان النَّبيُّ -ﷺ- كثيرَ الدُّعاءِ لربِّه، وقد علَّم أمَّتَه كثيرًا من الأدعيةِ النافعةِ لهم، ومنها قوله -ﷺ-: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم وأظلم» أخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستعاذة.

وفي رواية:« … من الفقر، والفاقة، والقلة، والذلة، والعيلة …».

قوله-ﷺ-:«اللَّهم إني أعوذ بك من الفقر» أي: يا اللَّه أعذني من عدم كفايتي  [أو لم يجد كفايته] من المال الذي أقوت به نفسي، وأهلي، وأولادي، وأخاف من أن يؤدي بي إلى عدم الصبر، وإلى التسخّط وعدم القناعة، وتسلّط الشيطان عليَّ بحسد نعم الأغنياء.

قوله-ﷺ-: «الفاقة» أي من  شدة الحاجة إلى الخلق، والتعرّض لهم بالسؤال والطلب والاحتياج إلى غيرك، أستعيذ منهما لأنهما قد يفضيان إلى الخلل في الدين والمروءة والعزة.

قوله-ﷺ-:«القلة» – بالكسر-: أعوذ بك من قلّة المال, التي يخاف منها قلّة الصبر من الإقلال، أو المراد قلة أبواب الخير والبر، أو قلة العدد، أو المدد، أو قلة الأنصار ، ولا مانع من إرادة الجميع، أي قِلَّة كانت؛ لأن الأصل بقاء العموم على عمومه، ما لم يأت مخصِّص، ولم يخصِّصِ الشارع بفرد من هذه الأفراد، ولم يحدد نوعاً من أنواع الإقلال.

قوله-ﷺ-:«الذلة»: الصغار والهوان، أي أن أكون ذليلاً في أعين الناس يستحقروني، ويستخفّون بشأني, والتذلّل للأغنياء على وجه المسكنة، أو المراد الذلّة الحاصلة من المعصية، والخطيئة، ولا مانع من إرادة الجميع؛ لأنه لم يخصِّص نوعاً من أنواع الذلة كما سبق، وهذا من جوامع الكلم التي أوتيها نبيُّنا ﷺ.

قوله-ﷺ-:«العيلة» هو خلوّ اليد من الرزق.

قوله-ﷺ-:«وأعوذ بك أن أظلم»: أعوذ بك أن أعتدي، وأجور في حقٍّ من حقوقك، أو في حقٍّ من حقوق خلقك.

قوله-ﷺ-:«أو أُظلم»: أي أعوذ بك أن يقع عليَّ ظلمٌ وبغي, من العباد بغير حقٍّ.

لقد استعاذ نبينا محمد -ﷺ- من هذه الأمور؛ لما فيها من شدّةٍ في النفس، ونقصٍ في الدين من الإخلال عن كثير من العبادات، و التسخّط على اللَّه – عز وجل -، وعدم الصبر والقناعة، وإتعاب العقل والبدن بالتفكير والهمّ، والحزن، فلا تطيب الحياة، ولا ترضى النفس بحالها فتظلم أو تظلم.

واللَّه -عز وجل- أعلم.