«التوكل على الله»

  • — الثلاثاء يناير 28, 2025
قالَ اللَّه عز وجل: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 58].
جاء في “التوكل على الله” لابن أبي الدنيا، ما ذكره أبو قدامة الرملي-رحمه الله- :
قرأ رجل هذه الآية {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا}.. فأقبل على سليمان الخواص-رحمه الله- فقال: “يا أبا قدامة ما ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد غير الله في أمره!.. انظر كيف قال الله تبارك وتعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت}، فأعلمك أنه لا يموت، وأن جميع خلقه يموتون، ثم أمرك بعبادته فقال: {وسبح بحمده}، ثم أخبرك بأنه {خبير بصير}.. والله يا أبا قدامة لو عامل عبد الله بحسن التوكل وصدق النية له بطاعته؛ لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم، فكيف يكون هذا محتاجا، وموئله وملجؤه إلى الغني الحميد؟”.
وذكر العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- بعض ‌الفوائد من هذه الآية الكريمة، فقال:
الْفَائِدَةُ الْأُولَى: وجوبُ التوكُّل عَلَى اللَّهِ سبحانه وتعالى، وبيَّنَّا أن مَرْتَبَتَهُ من الدينِ نصف الدين؛ لِأَنَّ اللَّه يأمُر بالعِبَادَةِ والتوكُّل.
الْفَائِدَة الثَّانية: كمال اللَّه عز وجل وانتفاءُ النقصِ عنه؛ لِقَوْلِه: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} لأنَّ التسبيحَ تَنْزِيهٌ، والحمدَ إثباتُ كمالٍ.
الْفَائِدَة الثالثةُ: إثباتُ العِلمِ للَّه سبحانه وتعالى؛ لِقَوْلِهِ: {وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا}.
اللَّهمَّ إنِّا نسأَلُك التَّوفيقَ لِمَحابِّك مِن الأعمالِ، وصِدْقَ التَّوكُّلِ عليك، وحُسنَ الظَّنِّ بك. آمين