كل مسؤول وضعته الدولة -يحفظها الله- هو لخدمة المواطن والمقيم في بلادنا الغالية والعالية بإذن الله، والزيارة التفقدية تدخل ضمن مسؤولياته بهدف تجويد الخدمات وتيسيرها للجميع!
زيارة المسؤول التفقدية [أميراً، وزيراً، وكيلاً، مديراً، رئيساً] يجب أن يكون الهدف بالدرجة الأولى معرفة مستوى ما تقوم به الجهة المسؤولة عنها، وما تقدمه من خِدْمات لعموم السكان (المواطنين والمقيمين)، والعمل على الرفع من مستوى الخدمات -إذا كانت متدنية- وتحسينها وتطويرها لتكون في أفضل صورة ممكنة، تعكس ما تبذله الحكومة (الدولة) من إمكانات ودعم من أجل جودة الخدمات التي يقدمها الجهاز بعيداً عن التقارير الزاهية.
ولكي تكون الزيارة التفقدية ناجحة يجب ألا تكون زيارة معلنة، ودون تغطية إعلامية ودباجة صحفية قبل ومن بعد الزيارة؛ فعند الإعلان عن زيارة المسؤول “الأول”، تُعْلِن الجهة المتفقدة حالة الاستنفار لموظفيها، ويبدأ العمل على قدم وساق للتهيئة للزيارة وما سوف يمر به هذا المسؤول، واستجلاب العود والورود والقهوجية والمصورين للترحيب بمقدمه، ولا بأس من ترقيع بعض العيوب -ولو مؤقتاً- وتنصب اللوحات واللافتات والشاشات المليئة بالصور والنسب والأرقام، وقد ينتهي هذا الجهد -غالباً- دون تفقد أو فائدة تذكر سوى الظهور الاعلامي!؟
كل مسؤول وضعته الدولة -يحفظها الله- هو لخدمة المواطن والمقيم في بلادنا الغالية والعالية بإذن الله، والزيارة التفقدية تدخل ضمن مسؤولياته بهدف تجويد الخدمات وتيسيرها للجميع!
أيها المسؤول… إن تفقدك لجهازك (أو جهة معينة)، واجب من الواجبات الوظيفية، وليست وجاهة أو تفضلاً أو استعراضاً؛ قف بنفسك على خِدْمات الجهة (أو الجهات) التابعة لك دون إعلان، تفقد المشاريع والبرامج دون إعطاء موعد للزيارة، ولا تغفل عن حقوق البسطاء (العاملين والمستفيدين)، وحلول مشكلاتهم وعدم تجاهل حقوق الآخرين، وستعرف “ليس من سمع كمن رأى» دون موعد، وبعد الزيارة يجب أن يُقال للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت، ومن لم يكن على قدر الثقة والمسؤولية التي أعطيت له، فيتنحى أو ينحى بعد أن يُعْطَى الفرصة كاملة!
تلك هي زيارة المسؤول التفقدية الناجحة!
والله من وراء القصد، والهادي إلى سواء السبيل.