جاء في كتاب Good Strategy|Bad Strategy (الاستراتيجية الجيدة|الاستراتيجية السيئة) لريتشارد رومليت | Richard Rumelt’s أن هناك ثلاثة مزالق في طريق التخطيط الاستراتيجي كما يلي:
المزلق الأول: تجنب عبارة “لا”
تهتم الخطة الاستراتيجية بتحديد ما ستقوم به المنظمة لتحقيق أهدافها، ومع ذلك؛ ليست هناك أي منظمة بإمكانها أن تفعل كل شيء. فالاستراتيجية الجيدة تقول “نعم” لبعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها؛ ولكنها ايضاً تقول “لا” لإجراءات أخرى.
غير أن قادة المنظمات غير مستعدين في كثير من الأحيان ليقولوا “لا” لأحد. فالقسم الذي يديره “فريد” ليس له مستقبل، ولكن “فريد” عمل مع الرئيس التنفيذي لسنوات عديدة، وهما يلعبان الجولف معاً يوم السبت، ولذلك يقبل الرئيس التنفيذي برسالة المنظمة أو الاستراتيجية التي تتضمن الإبقاء على كل القسم الميؤوس منه الذي يديره “فريد”. وهنا؛ لم توجه الموارد بحيث يمكن أن تحقق فوائد أفضل.
إذا كانت رسالة المنظمة عريضة وواسعة بحيث تشمل كل شيء، وإذا كانت قيم المنظمة تشير إلى أن كل شيء على ما يرام، وإذا كانت لديك خطة استراتيجية تقول إنك ستكون كل شيء بالنسبة لجميع المستفيدين؛ فحينئذ عليك أن تتعلم قول “لا”.
المزلق الثاني : عدم الربط بين الخطوات
التراجع عن التخطيط الاستراتيجي أكثر من مرة يسفر عن مقاربة لا بأس بها ؛ ولا يحدث شيء بعد ذلك؛ فكل مدير يعود إلى مكتبه ويواصل عمله كما لو أن شيئا لم يتغير. وما لم تكن هناك خطوات للعمل؛ فإن الخطة الاستراتيجية ذات الصورة الفضفاضة لا جدوى منها. ولوضع هذه الخطوات؛ يجب على الفريق تحديد الإجراءات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية. وتحديد أهداف المنظمة: ليس من الضروري أن يكون مضيعة للوقت.
المزلق الثالث : خطوات عمل غامضة
سنعمل بذكاء أكثر، لا بجهد أكثر، سنقوم بتعزيز ثقافة المساءلة، سوف نحترم شركاءنا، هذه الأفكار الغامضة ترد أحيانا على أنها خطوات عمل؛ لكنها تفشل في القيام بها . وهناك مجموعة لا بأس بها من خطوات العمل؛ تساعد كل مدير على معرفة ما يجب القيام به أولاً عند بداية اليوم. فمثلا أحد عناصر الخطة الاستراتيجية يمكن الاعتراف به كفكرة رائدة في تقاطع الاقتصاد والأعمال، هذا ادعاء سهل. فالاستراتيجية غير مجدية ما لم يكن بها شيء ملموس يمكن القيام به، ولذلك من الخطوات التي تندرج تحت هذا العنصر الاستراتيجي أن تملي عليك الخطة الاستراتيجية كيف تقضي الفترة الصباحية. فإذا فشلت خطتك الاستراتيجية في تحديد ما يقوم به فريق الإدارة كل يوم؛ فهي في أمس الحاجة إلى خطوات عمل جيدة.
الخطة الاستراتيجية الجيدة يمكن أن تحقق المعجزات، وكتاب (استراتيجية جيدة|استراتيجية سيئة) مليء بالكثير من الأمثلة الرائعة، و أنصح بالأخذ بمشورة مستشار من خارج المنظمة عند البدء في عملية التخطيط الاستراتيجي. فالسؤال المناسب في بعض الأحيان قد يساعد فريق العمل على تحديد القضية الرئيسة؛ فالشخص الذي من خارج المنظمة قد يسأل عما إذا كانت هناك بيانات تدعم هذا الافتراض، والمستشار الجيد يمكن أن يشجع الرئيس التنفيذي على الاستماع أكثر والحديث أقل.
وفيما يلي نصيحتان لتقييم الاستشاري الجديد:
أولا؛ نسأله عن العثرات التي تكتنف عملية التخطيط. (فأنت الآن تبحث عن شخص يعرف طبيعة التحديات التي يتعين التغلب عليها).
ثانيا؛ حاول أن تطرح فكرة غبية، وانظر ما إذا كان هناك اعتراض واستغراب، وبالرغم من أنك ربما لا تريد أن يقول لك أحدهم مباشرة إنك غبي؛ لكن في الوقت نفسه يجب عليك تجنب الشخص الذي يتودد إليك ويثني على كل فكرة غبية تعبر عنها.
التخطيط الاستراتيجي يعاني من سمعة سيئة بين بعض المسؤولين التنفيذيين، لكن لو تم القيام بالتخطيط الاستراتيجي على الوجه الصحيح؛ فإنه يمكن أن يحقق للمنظمات المزيد من النمو والمكاسب الكبيرة على المدى الطويل.
المصدر: www.forbes.com