كتاب “نهج قابيل وهابيل في العمل داخل المؤسسات والمكاتب” يصف شخصيتين ؛ شخصية العناصر الملتوية في المجتمع (#شخصية_قابيل) ، والعناصر النظيفة والمستقيمة (#شخصية_هابيل) . ولكن النماذج التي يذكرها المؤلفان (جيري لانغ ، وتود دومكه) من داخل المجتمع الأمريكي توحي لك أنهما يعيشان في دولة من دول العالم الثالث ، وليسا أمريكيان …ليرسخ الكتاب بذلك حقيقة لا مفر منها ، وهي أن الطبيعة البشرية واحدة ، وأننا بحاجة أكثر لتفهم الطريقة التي يفكر بها الآخر …
قد تكون دراسة طبيعة قابيل ضرورية للحذر منه وتفادي حيله الملتوية والشريرة …ولكنك في حالة أخرى ـ وهي الدفاع عن وطنك في وجه دولة أخرى تحاول احتلاله ـ ستجد نفسك مضطراً لتقمص بعض جوانب شخصية قابيل لتتمكن من الفتك به ، ولكنك ستختار حينئذ الجوانب التي يجوز استخدامها مع العدو .
يمكن إيجاز الكتاب في النقاط الثلاث التالية :
- الفرق بين هابيل وقابيل : وهي عبارة عن استنتاجات توصلت إليها من توصيف المؤلف لشخصية قابيل .
- نصائح لإحباط مخططات قابيل .
- أسئلة تحدد من خلالها حقيقتك قبل أن تتهم الآخر بأنه قابيل .
أولاً : الفروق بين قابيل وهابيل :
هابيل | قابيل |
معرفة الآخرين مصدر قوة | يخسر الآخرين فلا يستفيد منهم |
سوء الظن للحذر | سوء الظن للاستمرار في الخطأ وتفادي فضح أخطائه |
يفكر بمؤهلك للوصول | يفكر بمن دعمك لتصل |
صاحب مبدأ | التردد في الآراء لموالاة كل الأطراف |
يتعلم من الأخطاء ألا يقع فيها | يتعلم منها أن يقع في غيرها |
السلطة وسيلة | السلطة هدف |
مقياس النجاح هو الكفاءة | مقياس النجاح هو الوصول والكم |
قادر على المجازفة | يفضل الوظائف التقليدية والمألوفة |
يتفادى حصول المشكلة | يحلها بعد وقوعها ليظهر نفسه كبطل |
يفكر في حل المشكلة ثم يحلها | يلوم الآخرين، لا يطرح أفكاراً، ينتظر النتائج، يصنع لنفسه بطولة وهمية |
يأخذ حاجته من المعلومات ثم يبذلها | يجمع كل المعلومات حتى الإشاعات: يحتكرها، يستغلها (سرقة أفكار، تسريب معلومات)، يصيغها، يحجبها، يحتكر مرورها من خلاله |
يجازف | ينتظر النتيجة ليقف مع الرابح |
يتجاوز عن أخطاء المتميزين | يجعلهم كبش فداء ليتسلق فوقهم |
الطمع في المزيد = زيادة التفكير والعمل | يستغل طمع الناس ليشبع طمعه، فيلعب بالألفاظ ليسرق جهد الآخرين |
يقول الحقيقة بصراحة | يكذب باستمرار ودهاء |
السخرية لترسيخ الحقيقة + الكلمات الرنانة | السخرية + الكلمات الرنانة + التملق للتمويه |
في الاجتماعات يفكر بالأقوال والآراء | يفكر فيما قاله هابيل |
يتعامل في خطاباته كتابياً | يتعامل شفهياً حتى يكشف أمر أو يمسك عليه أحد مستمسكاً |
علاقات فكرية راسخة ووطيدة | علاقات مبنية على المظاهر الخداعة |
شهرة أفكاره | شهرة نفسه |
يسدي خدمات من باب المروءة | يسدي خدمات ليستعبد من حوله |
قناعته بالصواب والمبادئ تدفعه للتعنت ومنع الحوار | الرغبة في عدم اتخاذ قرار تدفعه لفتح الحوارات ليتحمل غيره المسؤولية |
فطريته تمنعه من تفهم الواقع | خبثه يساعده على الحذر |
التعلق بالمثالية المطلقة | مرض النرجسية: الإعجاب المفرط بالذات |
التنافس | التناحر |
مع اتخاذ قرارات خارجة عن المألوف | ضد المبادرات الفردية الخارجة عن الوضع الراهن |
الاستطلاعات للوصول إلى نتائج ودراستها | الاستطلاعات لتحقيق نتائج من ورائها أو تعليق الفشل عليها |
اللغة عند هابيل وقابيل :
هابيل | قابيل |
لإيصال فكرته | لتحقيق غايته |
للإقناع | للخداع والمراوغة |
لعرض الحقائق | للتملّق |
بصورة منطقية | بصورة مجازية |
لاستثارة المشاعر النبيلة | لاستثارة النزعات |
يستخدم كلمات واضحة لا لبس فيها | يستخدم كلمات مطاطة ومبهمة يمكن أن تعني عدة أشياء |
يستخدم كلمات تعبر بجلاء عن التزامه بما يقول | يستخدم كلمات توحي للسامع بأنه يعني ما يقول |
يستخدم الكلمات التي تعبر عن قناعته الحقيقية | يستخدم الكلمات التي تتفق مع الرأي العام |
يستخدم التعابير البناءة لشرح وجهة نظره | الكلمات سلاح في يده يستخدمه للفوز |
الكفاءة عند هابيل وقابيل :
هابيل | قابيل |
ذكاء | دهاء |
مقدرة | مكر |
معرفته بطبيعة عمله | معرفة السبل التي تؤدي إلى الترقية |
مهارته في عمله | مهارته في استغلال نجاح زملائه |
العمل بجد ونشاط لصالح الشركة | العمل بجد لمصلحته الشخصية حصراً |
وكما ختم المؤلف بأن استخدام شخصيتي قابيل وهابيل من باب الاستعارة ، وإلا فقابيل ليس شيطاناً ، وهابيل ليس ملاكاً ، ومن النادر أن تجد شخصاً يمكن وصفه بأنه قابيل مئة بالمئة ، أو هابيل مئة بالمئة .
ثانياً : نصائح لإحباط مخططات قابيل :
- اعرف نفسك ودوافعك الحقيقية : لئلا تكون قابيل دون أن تشعر .
- لا تجعل الغضب يعمي بصيرتك : فلا تطلق الاتهامات ولا الكلمات النابية فتقع في الخطأ .
- لا تجعل قابيل هاجسك الدائم : فتحطم نفسيتك .
- تعقل لئلا تكون أنت المشكلة بدلاً من قابيل : فتصبح مزعجاً للآخرين ، فينسوا مشكلة قابيل .
- تجنب الانحدار إلى مستواه : فترسخ عملياً نظريته في الدناءة .
- إياك أن تستخف بمقدرته : لأنه لا يتورع عن شيء .
- تجنب تضييق الخناق عليه : لئلا يهاجمك بدناءة .
- حدد هدفك بعناية : تأديبه ، نقله ، فصله ، التخلص منه .
- لا تتوقع أن يكون غريمك عاقلاً .
- احذر من التعاون أو التحالف معه : حرصاً على سمعتك أولاً ، ولأنه سيبيعك متى سنحت له الفرصة ثانياً .
- لا تخضع للإغراء : لأنه بذلك يريد أن يعرف قيمتك أولاً ، ثم إذا طلب منك طلباً لم تتمكن من رد طلبه ثانياً .
- تجنب الوقوع في شراك المتملقين : لئلا يسيطروا عليك .
- حب السيطرة من شيم النفوس : فلا توسع صلاحياته .
- لا تغرنك توبته : فسيحذر في المرة القادمة ويكون أشد .
- تجنب أي عمل يستخدم ضدك .
- حذار من تدخله في شؤونك الخاصة : لأنه سيستخدم المعلومات ضدك .
- تجنب الاستدراج إلى حوار يكشف نقاط ضعفك .
- ما تكتبه أخطر مما تتفوه به .
- احذر من التعابير المبهمة التي يستخدمها .
- حذار من تصديق الكذبة الكبرى : لأن الكذبة الكبرى لا يتوقع أحد أن تكون كذباً .
- احذر تغير النوايا المفاجئ : لأنه ممثل بارع .
- دع التحليل النفسي للأخصائيين : فلا تفضفض لصديقك قابيل .
- اختر بحذر من تخالط في المناسبات : لأن الإنسان يبوح فيها أكثر .
- تجنب الانقياد وراء مظاهر النجاح (الفخامة، والثراء…) : لأنها عرش قابيل الذي يخدع به الناس .
- تجنب لعبة توزيع اللوم التي يقوم بها لإظهار نفسه .
- فهم دور السياسة داخل المؤسسة : والتعاطي المرن والحذر معها .
- الحاجة إلى حلفاء داخل المؤسسة : فستحتاجهم عندما يغدر بك قابيل .
ثالثاً : أسئلة تحدد من خلالها حقيقتك قبل أن تتهم الآخر بأنه قابيل :
- هل تبذل جهداً مساوياً للجهد الذي يبذله الطرف الآخر (الذي تفترض أنه قابيل) لتحقيق طموحه ؟
- هل تعتبر نفسك لبقاً ودبلوماسياً في تعاملك مع الناس ؟
- هل تشعر بالحسد والغيرة والاستياء عندما يحالف النجاح منافسيك ؟
- هل تهتم كثيراً بما يجري حولك من دسائس ومناورات ؟
- هل تكرس وقتاً إضافياً خارج نطاق عملك لاكتساب مهارات جديدة ؟
- هل تتعامل بصبر وأناة مع أولئك الذين لا يرقون إلى مستواك من حيث السلوك والأداء ؟
- هل تحاول توفير الدعم الداخلي لآرائك ومشاريعك ؟
- هل تسعى إلى الكشف عن الدوافع التي تسيّر هذا الفرد أو ذاك ؟
- هل تتخذ ما يلزم من احتياطات في حال حصول أخطاء لم تكن متوقعة ، كي يتسنى لك الدفاع عن موقفك ومواجهة الانتقادات فيما بعد ؟
- هل تجد المتعة في ممارسة عملك ؟
فإذا كانت إجابات معظم الأسئلة ” لا “ ، فعلى الأرجح أن فشلك يعود بالدرجة الأولى إلى تقصيرك وقلة تدبيرك ، وليس إلى ما تعتبره دسائس قابيل .
ولتحسن وضعك وتتصدى لـ ” قابيل “ في آن واحد إليك بعض الإرشادات في هذا السبيل :
- كرّس المزيد من الجهد لتحقيق ما تصبو إليه .
- كن أكثر لباقة في تعاملك مع الآخرين .
- لا تترك الغيرة والحسد يؤثران على نظرتك للأمور .
- خذ بالحسبان ” الجانب السياسي “ في الأوضاع الصعبة .
- كرّس المزيد من وقتك لتعلم مهارات جديدة .
- تحلى بالصبر وطول الأناة في تعاملك مع الآخرين .
- لا تهمل تأمين الدعم لآرائك ومشاريعك من قبل الأطراف المعنية .
- حاول معرفة الدوافع الحقيقية التي تسيّر الآخرين .
- خذ ما يلزم من احتياطات عند حصول أخطاء لم تكن في الحسبان ، كي يتسنى لك مواجهة الانتقادات الممكنة .
- تعلّم كيف تستمتع بعملك .
(كتاب يستحق القراءة )
ورأيي بعد قراءة الكتاب _والله أعلم_ أن كلا الطرفين يشبع رغبة دفينة في داخله ؛ فهابيل يشبع رغبة الوصول إلى رضا الله ، وقابيل يرضي نزواته وشهواته ، كحب الظهور والمال والمنصب ، وما إلى ذلك .
والعلاج لحل مشكلة هابيل تكمن في زيادة وعيه بشخصية نده قابيل ، فذلك يمنحه المزيد من الحذر منه .
أما علاج قابيل (الذي أصر المؤلف على عدم وجود علاج للحالات المزمنة) فيكمن في حصاره أخلاقياً ، وذلك بنشر الفضائل في المجتمع ليصبح الوحيد داخل المجتمع .
المصدر : مدونة د. إبراهيم عبد الله سلقيني https://salkini.wordpress.com
اجمل موضوع