«النصيحة كانت بجمل.. والآن «ببلاش» ولا أحد يريدها؟!

  • — الأحد مايو 05, 2024

قالت العرب قديماً: «النصيحة بجمل»، وقيل: «من شاور الناس شاركهم عقولهم»،

المنطق العاقل يقول إن سماع النصح والرأي الآخر مفيد، حتى لو لم يقنعك، أو تأخذ به؛ فالنصيحة ما هي إلا رأي آخر قد تكون من زاوية مختلفة ربما لم تراها، ولهذا تجد النصيحة لها مكان لدى  الحاذقين الذين يقدرون قيمتها بجمل! 

وهناك أناس يعتبرون النصيحة مصدر إزعاج  لهم ؛ يفهمونها على انها انتقادا أو تدخلا في الشؤون والخصوصية، وقد تتحول النصيحة عند البعض مصدرا للكره وللعداء والخلاف والقطيعة؟!!

وهناك من يلقي باللوم على أسلوب النصيحة [خاصة عندما تتبرع بالنصح من غير أن يطلب منك]، وقد يرى أنها لو قدمت بأسلوب لطيف فقد لا تثير الحساسيات!

ولكن هل المشكلة في الأسلوب أم رفضها تماما رغم انها قد تكون في شأن عام ومن أجل المصلحة العامة؟

يرى دكتور الصحة النفسية د. عدنان الشطي ان النصيحة شيء جميل، ولها دور كبير في تقويم الانسان، وجميعنا في أمسّ الحاجة للإنصات اليها خاصة في ظل الأيام التي نعاصرها؛ فحاجة الفرد للنصيحة باتت عنصرا مهما وضروريا كحاجته للطعام والشراب، ويبقى التوقيت والأسلوب أهم عاملين عند تقديم النصيحة للآخرين، فإن اتت في غير وقتها، وفي غير موقعها، فإنها تقود الى نتائج سلبية وتنقلب الى شيء غير مرغوب فيه، فهي فن قد يجهله البعض، ولذلك تحتاج إلى نشر الوعي بأهمية الاستماع الى النصيحة وخاصة من أهل الخبرة.
ويضيف: النصيحة السليمة تجعل الفرد يقدم على اتخاذ القرارات الصحيحة في حياته، لأنها خلاصة تجارب الآخرين وخبرتهم المكتسبة في الحياة «كل في تخصصه»، ما يجنبك الوقوع في الخطأ، فكلما حارت الحلول نلجأ الى من يقدم لنا النصح والإرشاد لنعود الى جادة الحق.

قال النبي-ﷺ-: «إن الدينَ النصيحةُ _ إن الدينَ النصيحةُ_ إن الدينَ النصيحةُ. قالوا : لمَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال : للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمةِ المسلمين وعامَّتِهم.»

وخلاصة القول أن جوهر الدِّين يَظهَرُ في التَّناصُح بين المسلمين بالمعروفِ، وأن النصيحة فيها إخلاص للمنصوح ومعرفة حقة عليك.