«التقنية الرأسمالية»

  • — الأحد مايو 05, 2024
«التكنولوجيا الرأسمالية؛ صعود بارونات اللصوص الجدد والصراع من أجل الصالح العام»

يقدم الخبير الاقتصادي والصحفي الإيطالي “نابليونى” حجة جريئة واستفزازية  في كتابه “التقنية الرأسمالية” مفادها: أن سرعة التحول التكنولوجي تهدد مستقبلنا كبشر؛ من خلال نظرة على كيفية اختطاف بارونات الفضاء “Tech Titans” – رؤساء شركات مثل أوبر وأمازون وتيسلا – للتكنولوجيا، ومنع استخدامها لصالح الصالح العام والاستفادة من سياسات الخوف والنزعة الاستهلاكية.

ويقول: في فجر الثورة الرقمية، كان الإنترنت بمثابة المعادل العظيم، وقوة ديمقراطية عالمية. وبدلاً من ذلك، مع طباعة الأموال إلكترونياً لإنقاذ البنوك، انتهت وول ستريت إلى تمويل سلالة جديدة من الرأسماليين المتسلسلين، شركات التقنية الكبرى، الذين تبنوا التغيير التحويلي السريع في حين جردوا عمالهم من الحقوق وأثروا أنفسهم بما يتجاوز خيال أي شخص؛ وبارونات الفضاء، الذين يستكشفون حدودًا جديدة للموارد الثمينة.

ثم جاء اقتصاد الوظائف المؤقتة، وهو معادلة رقمية أخرى مفترضة، حيث كان كل فرد هو رئيس نفسه، لكن ذلك كان مجرد وهم آخر.

رواد التكنولوجيا مثل جوجل، وفيسبوك، وأبل، وأوبر، ومايكروسوفت؛ أولئك الذين يسيطرون على التكنولوجيا ويمتلكونها هم السادة المطلقون، وليس لديهم أي نية لخدمة المجتمعات.

ومع دخول الذكاء الاصطناعي سوق العمل، أصبحت هذه الشركات قادرة على خفض تكاليف العمالة إلى أدنى حد ممكن.

ويصف “نابليونى” هذه الظواهر بأنها نشأة نموذج جديد، ولد في فترة من التغيير الاستثنائي بدءًا من انهيار FTX إلى الذكاء الاصطناعي، وشركات الفضاء الخاصة إلى الحرب في أوكرانيا، ومن التضخم إلى الحقيقة البيئية القذرة لبطاريات السيارات الكهربائية؟!!

إن التحول التكنولوجي المتوحش والجشع يحدث بسرعة قد لا يحتملها معظمنا، ومن أجل المصلحة المشتركة يجب على البشر -القادرين- مكافحة “التقنية الرأسمالية” والعمل على معالجة التحديات الحقيقية التي يواجهها العالم اليوم، والتي منها: ظاهرة التغير المناخي، والنزعة للحروب العسكرية، وعبثية المساعي الرأسمالية.