كتيب «لو أبصرتُ ثلاثة أيام» لـ(هيلين آدامز كيلر) امرأة عمياء وصماء عاشت في أواخر القرن قبل الماضي، وينقل واحدة من أروع التجارب الإنسانية التي تجاوزت فيها جميع العوائق وتعلمت وألفت 18 كتابا ورواية وحصلت على جائزة نوبل في الآداب للعام 1979 م.
في سن السادسة لازمتها معلمة تدعى “آن سوليفان” من معهد “بيركنز” للمكفوفين في بوسطن، وهي معلمة رائعة، بقيت معها وحتى وفاتها ، وكان أول شيء فعلته آن سوليفان مع الصغيرة هيلين هو اصطحابها إلى مضخة مياه وعندما تناثر الماء على يدي الصغيرة، كتبت كلمة ماء في يدها، وفي ذلك اليوم تعلمت هيلين كيلر 30 كلمة.
وفي غضون أشهر، تعلمت كيلر الشعور بالأشياء وربطها بالكلمات المكتوبة بإشارات الأصابع على راحة يدها، وقراءة الجمل من خلال الشعور بالكلمات النافرة على الورق المقوى، وإنشاء جمل خاصة بها عن طريق ترتيب الكلمات في إطار.
ثم بدأت عملية بطيئة لتعلم التحدث تحت إشراف “سارة فولر” من مدرسة هوراس مان للصم في بوسطن، كما تعلمت قراءة الشفاه من خلال وضع أصابعها على شفتي وحنجرة المتحدث بينما يتم تهجئة الكلمات لها في نفس الوقت.
وفي سن الرابعة عشرة، التحقت بمدرسة رايت-هوماسون للصم في مدينة نيويورك، وفي سن السادسة عشرة التحقت بمدرسة كامبريدج للشابات في ماساتشوستس، وقبلت في كلية “رادكليف” عام 1900 حيث تخرجت بامتياز عام 1904 لتكون أول خريجة صماء وكفيفة في كلية “رادكليف” (الآن جامعة هارفارد).
وقد واصلت هيلين كيلر التعلم ليس فقط باللغة الإنجليزية، ولكن الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية.
لقد أرادت أن تُعرِّف البصراء بالنعمة التي يعيشونها، فكتبت هذا الكتيب المؤثِّر، الذي تتمنى فيه لو سُمح لها بالإبصار لثلاثة أيام ما كانت سترى فيها، فتقول: “إن المبصرين لا يبصرون معظم الأشياء؛ وذلك أنهم لا يُقدِّرون النعمة ولا يستشعرونها ولا يتفكرون في خلق الله.”
لقد استشعرت عظمة نعمة التحسس بالأنامل، والتي من خلالها أبصرت معجزة الخالق بحسب تعبيرها.
ما كتبته هذه الكاتبة يذكرنا بقول الله تعالى: {وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلًا ما تشكرون}.
حقاً قليلاً ما نشكر، ومن أعظم الأثر للوحي على قلب الإنسان: أنه يذكِّره بنعم الله عليه ويجعله يستشعرها ويتعبد لله بهذا الاستشعار وحمد الله عليها، ففي ذلك لذة عظيمة لا يذوقها أهل الغفلة والجحود وبالنعم.
الكتيب صغير الحجم، فيه عبارات كثيرة مؤثرة تستشعر عظمة نعم الله على الانسان، ننصح بالاطلاع عليه. ولتحميل نسخة اضغط (هنا).
اللهم لَك الحمد على نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة، لَك الحمدُ حمدًا متواليًا، متواتِرًا، مُتّسعًا، مستوثِقًا، يدوم بدوامك لا يبيد.