نعيش اليوم في عصر تعمه الاضطرابات في كل شيء، ووتيرة الأمور فيه متسارعة مما يجعل الابتكار ضرورة استراتيجية ومنهجية وداعمة تنافسية لضمان البقاء والاستدامة، نحن في عصر أطلق عليه دانيال بينك Daniel Pink اسم “العصر المفاهيمي The Conceptual Age” ، ومن مقتضيات هذا العصر أن يكون اهتمامنا منصباً _إلى حد كبير_ على تعزيز الإبداع، والمرونة وخفة الحركة، والقدرة على فهم الآخرين ومشاركة مشاعرهم وكسب تعاطف الزبائن.
فالمنظمات التي تتبنى هذه السياسات وتنفذها بنجاح، ستنجح في استقطاب العاملين في مجال المعرفة، الخبراء الذين يعرفون كيف يمكنهم التفكير والتصرف بشكل مختلف، ولديهم القدرة للازدهار والتطور في إطار ثقافة ابتكار رشيق سريعة الحركة وسهل.
ما هي ثقافة الابتكار الرشيق أو المرن؟
هي التي تتحقق عندما يعرف الناس كيف يتجاوبون بسرعة، ويتكيفون ويتعاملون بشكل آمن وفعال مع التغيير، ويضبطون مواقفهم للحد من مقاومة التغيير في عقلهم الباطن (اللاوعي).
وهي التي تسمح للناس أن يشعروا بالثقة لاتخاذ المخاطر الذكية.
وهي التي يسمح للناس، وتشجعهم وتساعدهم على أرجحة قارب “العمل المعتاد” وإحداث تعطيل لمناطق الراحة بأمان،
وهي التي تتحقق عندما يشعر الناس بالنشاط في بيئة تزرع هدفها ويستمدون منها الإبداع والعافية.
وهي تتحقق عندما تكون “التصميمات الذكية” جامعة “للدهاء في الأعمال التجارية والمعرفة التقنية والطاقة الإبداعية والنهج العملي لإنجاز المهام”.
اذاً كيف يمكن أن تفيد الأعمال؟
ثقافة الابتكار الرشيق تساعد على تحقيق نتائج الأعمال الرئيسية التي تريدها المنظمات والشركات والمؤسسات بشكل أفضل وتحقيق لهم النتائج النهائية المطلوبة؛ بما في ذلك زيادة العائد على الاستثمار، كما تحقيق أهداف نمو الأعمال التجارية وزيادة قيمتها التجارية، مما يجعل الإنتاجية والمكاسب والكفاءة منافسة وبشكل ناجح.
وهناك من يتبنى أسلوباً استراتيجيا ومنهجيا للقياس وعقد المقارنة المرجعية لثقافة الابتكار السريع ووضعها في السياق، وهذا ينطوي على زراعة ثقافة الابتكار التي تخلق التغييرات التي يمكن أن تضيف قيمة لنوعية لحياة الناس بحيث يتسنى لهم تقديرها والاعتزاز بها.
“العدسة الثقافية” هي الأصعب للفهم الصحيح بمعنى وجود ثقافة تتناسب مع التحديات التي تواجهها المؤسسة حالياً، ومن المؤكد أنها الأكثر إثارة للتشخيص والتغيير من حيث الصعوبة والوقت.
التغيير الذي يهدد الهويات التخصصية أو المهنية ذات القيمة العالية ينطوي على إشكالية خاصة، فإذا كنت تعرف وسيلة تساعدك على العمل من الداخل واحترام الثقافات المختلفة الممثلة في قيم المؤسسة، فالتغيير حينئذ سيكون أسهل إلى حد ما؛ فالثقافة ليست بالمتغير الذي يمكن ضبط إيقاعه صعودا أو هبوطا، إنها مجموعة من العادات التي يتشربها الإنسان.
ومن المهم أن تعرف الخطوات الرئيسية وكيفية تنظيمها بعناية عن طريق استراتيجية للتوازن (الرؤية) بين النظم (التكنولوجيا) والناس (الثقافة) والتعلم (القدرة).
والنتيجة هي تطوير ثقافة الابتكار الرشيق الذي يجعل المعالجة تركز على كلٍ من الإنسان والبيئة وتتمحور حول الزبائن والناس على حد سواء.
وتشير الدراسة التي أجرتها (/innovationexcellence) إلى أن غالبية المنظمات لا تعرف كيف تستفيد من أو التكيف مع الاتجاهات العالمية نحو الابتكار في المؤسسة وخفة الحركة، فالكثيرون متحمسون للبدايات، ولكنهم لا يعرفون كيفية التقاط أو تنمية روح المبادرة وتجسيدها، وتظهر هذه الطاقة الحيوية في هياكل الأعمال التقليدية في كثير من الأحيان، ويتطلع الكثيرون نحو تطوير ثقافة الريادة الداخلية، ولكنهم لا يعرفون حقا مقدار التغيير الذي يتطلبه ذلك. وعليه يفتقرون إلى المنظور العالمي لرؤية روح المبادرة كرافعة اقتصادية للتغيير الاقتصادي والاجتماعي والمدني، فضلا عن إحداث تغيير في جوهر الأعمال (المشاريع).
إن ثقافة التشغيل تساعد على نجاح الابتكار أو تتسبب في تثبيطه، يُتوقع من القادة أن يدركوا مسار الابتكار في أعمالهم في ظل عدم كفاية القياس والبيانات الثقافية اللازمة، وبدون هذه المجموعة الحاسمة من البيانات، فإنهم يعرضون جهودهم في مجال الابتكار لخطر “المعالجات العرضية” التي لا يصلح تضمينها في ثقافة الابتكار، وبالتالي يتم إهدارها. وذلك لأنهم سيحاولون إما تنفيذ التغييرات العملية أو التكنولوجية، أو ربما إدخال ممارسات الابتكار، وهي التي من المحتمل أن ترفضها الرسائل الأساسية داخل الثقافة، ويحدث هذا لأنهم لم يحصلوا على المعلومات؛ والمعايير والبيانات الثقافية، للعمل على مستوى عقلية تنظيم عميقه، حيث تعيش الثقافة.
إذاً ما هي الخطوات الرئيسية التي تسهم في تطوير ثقافة الابتكار الرشيق؟
- تقييم مدى جاهزية المنظمة واستعدادها واستقبالها لاستراتيجية الابتكار.
- تطوير عملية تشخيص ثقافي متناغمة.
- إجراء التشخيص، والقياسات الكيفية والكمية والتحليل الثقافي.
- وضع خطة ثقافية لتنفيذها داخليا.
- تنفيذ الخطة الثقافية لصياغة رسائل جديدة، وحل مشكلات الأعمال، وزيادة مواطن القوة، والتقليل من القيود وبناء القدرات والكفاءات والثقة.
- المواءمة بين الكوادر البشرية والحلول التقنية.
(innovationexcellence)