«وجِّه الفيال ، وحفز الفيل ، وشكّل المسار»

  • — الأحد مايو 19, 2024

تحتاج أي عملية تحول (تغيير أو تحسين أو  تطوير أو ابتكار)، إلى وجود إطار واضح للعمل، يسهل الأمر ويساعد في بناء القدرات والمهارات اللازمة لتحقيق الإنجاز.

جاء في كتاب: (التبديل: كيف تغير الأشياء عندما يكون التغيير صعبًا Switch: How to Change Things When Change Is Hard).*

انه من الممكن إجراء تغييرات شاملة بموارد قليلة وبصلاحيات هيكلية محدودة، كما يمكنك إجراء تغييرات في نفسك أو عائلتك أو مؤسستك الخيرية أو شركتك أو حتى مجتمعك بشكل عام.

هذه الاستعارة : “توجيه الفيال (قائد الفريق)، وتحفيز الفيل (فريق العمل)، ومن ثم تشكيل المسار (الطريق)” قد تبدو أنها أمر بسيط وصعب في نفس الوقت؛ من السهل تصور الموقف، والاحتفاظ به في مخيلتك، لأنه سيساعدك على أن تتذكر الإطار الذي يمكنك استخدامه لتوجيه التغيير والتأثير عليه في مسيرة حياتك وعالمك.

وفيما يلي الخطوات الرئيسية التي ينصح المؤلفان باتباعها:

  • توجيه الفيال (القائد). إن ما يبدو لك وكأنه مقاومة هو في الغالب نوع من عدم الوضوح، فإذا كان حادي الفيل وراكبه لا يعرف إلى أين يتجه، فسيجعل الفيل يدور في دوائر حول نفسه يراوح مكانه. ولتوجيه هذا الفيال (القائد) قم بوضع رؤية واضحة تمامًا للنتيجة التي تريدها، ويتضمن ذلك متى تريد النتيجة التي ترغب في تحقيها أو الكمية أو القدر الذي تريد تحقيقه منها، وذلك باتخاذ مجموعة محددة من الإجراءات والتكتيكات للوصول إلى النتيجة التي تريد.
  • تحفيز الفيل (فريق العمل). إن ما يبدو لك تكاسلاً، هو في الغالب الأعم حالة من الإجهاد، اجعل فريقك يشعر بالحاجة إلى التغيير، لا تعجز أو تتضايق من حثهم المستمر على العمل، فمجرد العلم بالشيء ليس كافياً، حاول أن تتجاوز حاجز المعرفة وساعد الناس على الشعور بالتأثير، حاول أن تكسب قلوبهم، وستأتيك قلوبهم تباعاً.
  • شكِّل المسار (الطريق). ما يبدو لك وكأنه مشكلة في الأشخاص، هو في الغالب مشكلة في الموقف، اجعل تبني التغيير أمراً سهلاً، حاول أن تجعل التعليمات بسيطة وسهلة مع تقديم الإرشادات خطوة بخطوة، حاول توفير مجموعات الدعم، قم بتدريبهم على العمل الذي تريد، حاول أن تربط بين الموجهين ومن يؤدون العمل، شجع الموجهين على التأثير في من يقومون بتوجيههم في العمل، لأن السلوك يأتي بالعدوى أيضاً.

توجيه الفيال وتحفيز الفيل وتشكيل المسار

يقول المؤلفان: إذا عزمت في التغيير، فيمكنك إجراء تغييرات حتى بدون إذن:

لكي تتمكن تغيير السلوك، لابد من توجيه من يتولى القيادة (الفيال)، وتحفيز فريق العمل (الفيل)، وتشكيل الطريق (المسار)، إذا كان بإمكانك أن تفعل هذه الخطوات الثلاث في وقت واحد، فقد تنجح في إحداث تغيير كبير، حتى وإن لم يكن لديك الكثير من الصلاحيات أو الموارد التي تسندك.

ويقولا : العالم لا يريد دائمًا ما تريد أنت؛ عندما لا تريد ما يريده العالم، أو عندما لا تريد الوضع الراهن، فهي فرصة للتغيير:

لقد تعمدنا أن نترك الكثير من الأفكار التي تتحدث عن التغيير في مجالات خلق إطار عمل بسيط للغاية حتى يكون التغيير عمليًا، وبالنسبة لشخص آخر، هناك سبب وجيه يجعل من التغيير أمراً صعبًا: فالعالم لا يريد دائمًا ما تريده أنت، تريد أن تغير الطريقة التي يتصرف بها الآخرون، لكنهم سيجدون من يوافق على طريقتهم التي لا تعجبك. يمكنك التجاهل، والتأثير، والإلهام، وخلق الدوافع – لكن في بعض الأحيان، سيخسر الموظف وظيفته حتى لا يتخلى عن طريقته الروتينية المريحة بالنسبة له.

يقولا  أيضاً: لست مضطراً لأن تمارس دور الرئيس التنفيذي؛ قد لا يكون لديك دائمًا المنصب أو السلطة أو الأدوات التي تأتي مع السلطة:

الإطار الي بيناه مفيدًا للأشخاص الذين لا يتمتعون بالصلاحيات أو النفوذ أو الموارد. يمكن لبعض الناس أن يؤثروا على الآخرين بلا صلاحيات أو سلطات. فالرؤساء التنفيذيون، على سبيل المثال، يمكنهم تغيير الإدارات أو التخلص منها، واستقطاب الكوادر الوظيفية، وطرد الموظفين من العمل، وتغيير أنظمة التحفيز، ودمج فرق العمل، وهلم جراً. كما يمكن للسياسيين تمرير القوانين أو فرض العقوبات من أجل تغيير سلوك بعينه. بقية الناس ليست لديهم هذه الأدوات.

فإذا كنت بحاجة إلى إجراء عملية التغيير (تحول، تحسين، تطوير،  ابتكار)، فابحث عن الاطار المناسب والادوات المناسبة التي تساعدك في توجيه الفيال (قائد الفريق)، وتحفيز الفيل (فريق العمل)، وتشكيل المسار (الطريق).


* المؤلفان “دان هيث Dan Heath” و “تشيب هيث Chip Heath”