تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة 600 مليون شخص أي حوالي شخص واحد كل 10 أشخاص في العالم بالمرض بعد تناول غذاء ملوث ووفاة 420000 شخص سنوياً، وتسجَّل خسائر سنوية قدرها 110 مليارات دولار أمريكي من حيث الإنتاجية والنفقات الطبية بسبب الأغذية الملوثة.
يمكن أن يتلوث الطعام في أي مرحلة من مراحل عملية الإنتاج والتحضير، من المزرعة إلى المسلخ إلى المصنع أو في المطعم أو في المنزل إلى أن تصل المستهلك.
تعتبر اللحوم (البقر والدواجن والأسماك) المصادر الأكثر شيوعاً للتسمم الغذائي التي تنتقل عن طريق الأطعمة، وهناك عدداً من الأطعمة (غير اللحوم) تشكل مصدراً أيضاً لحالات التسمم؛ كبعض الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان والعديد من الأطعمة المصنعة، بغض النظر عما إذا كانت منتجة محليًا أو مستوردة؛ حيث تصبح ملوثة عن طريق الاتصال بالمياه الملوثة وممارسات المناولة السيئة وحتى معدات الغسيل الملوثة أو النظافة الشخصية.
قام مركز علوم المصلحة العامة Center for Science in the Publi Interest، وهي مجموعة مناصرة للمستهلكين في أمريكا تتتبع قضايا سلامة الأغذية وتوعي بها، قام بحصر قائمة تضم (10) أطعمة شائعة تعتبر مسؤولة عن تفشي عدد من حالات التسمم الغذائي، انتهى بعضها -نسأل الله السلامة- بالإعاقة طويلة الأمد والوفاة.
وفيما يلي الأطعمة العشرة حسب قائمة C.S.P.I. : [ 1. الخضروات الورقية ، 2. البيض ومستقاته، 3. التونة ، 4. الرخويات (المحار)، 5. البطاطس ، 6. الجبن ، 7. الآيس كريم، 8. الطماطم ، 9. براعم البذور، 10. التوت.]
والنصائح التالية تفيد المستهلك في الحد من التعرض لخطر الأطعمة الملوثة؛ حيث يسهل اتخاذ الاحتياطات الوقائية -بإذن الله- تفادي التسمم الغذائي، حيث يمكن التحكم باختيار الأطعمة وحفظها وتحضيرها في المنزل بشكل سليم:
1- تجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيداً
يزيد تناول بعض الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيداً من خطر التعرض للتسمم الغذائي، وذلك لاحتوائها على عدد كبير من الكائنات الحية الدقيقة المسببة لهذه الحالة. ولا يمكن التخلص من هذه البكتيريا إلا عن طريق الطبخ الجيد على درجة حرارة تتراوح بين 70-82 درجة مئوية، أو بسترة منتجات الألبان مثل الحليب والجبن. وبالنسبة للحوم الدواجن، فمن علامات نضجها بالشكل الصحيح المطلوب تغير لون اللحم من اللون الوردي إلى الأبيض، في حين أن الأسماك والمأكولات البحرية تنضج بتحول لونها إلى درجة داكنة غير شفافة. وأما الحم البقري أو لحم الضأن ومن ذلك “البرغر” والنقانق التي يجب أن تنضج تماماً.
2- غسل الفواكه والخضروات وتعقيمها
تنقع الفواكه والخضروات في محلول ملحي لمدة 5 دقائق، ثم تنظف وتفرك بلطف وتشطف بماء نظيف.
3- التخلص من الأطعمة منتهية الصلاحية أولاً بأول
يرتفع خطر تكاثر الكائنات الدقيقة الضارة داخل الأطعمة بعد انتهاء صلاحيتها. لذا، ينبغي تجنب أكلها وإن كان مظهرها الخارجي سليماً ولا ينبعث منها أي روائح غير طبيعية.
4- الانتباه لدرجة حرارة حفظ الأطعمة ومراقبتها باستمرار
ينبغي دوماً حفظ الأطعمة القابلة للتلف فوراً في درجة حرارة مناسبة، مع مراعاة ضبط برودة الثلاجة عند درجة أقل من 5 درجات مئوية والفريزر عند درجة -18 درجة مئوية. كما يُوصى بإعادة الأطعمة، وخاصة منتجات الألبان أو الأصناف التي تحتوي على منتجات الألبان، إلى الثلاجة بمجرد الانتهاء من استخدامها.
5- تقليل فرص انتقال التلوث
ينطبق ذلك على إعداد الأطعمة وحفظها، حيث ينبغي استخدام مجموعات مختلفة من الأواني والأدوات اللازمة لإعداد اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن والأسماك والمحار والخضروات النيئة، والتأكد من تنظيف الأواني وتعقيمها بصورة سليمة قبل الانتقال إلى مرحلة تحضير الأطعمة الجاهزة للأكل. كما يُوصى بحفظ اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن والمحار والأسماك النيئة بعيداً عن الأطعمة الأخرى وعلى الرف السفلي في الثلاجة للوقاية من احتمال انتقال التلوث وانتشاره.
6- الحفاظ على مستويات جيدة من النظافة بشكل عام
يسهل انتشار الجراثيم المسببة للأمراض الجسدية إذا لم يتم غسل الأيدي بشكل جيد قبل إعداد الطعام أو أثناء تحضيره. وينطبق ذلك على الأواني والأدوات المستخدمة في المطبخ، حيث ينبغي غسلها بمياه على درجة حرارة عالية وشطف كل آنية وأداة على حدا بمياه نظيفة.
أما عند تناول الطعام (من/ أو) خارج المنزل، فهناك توصيتين يمكن اتباعها ، ومنها:
>توخي الحذر من الأطعمة التي تحتوي على مكونات نيئة؛ من خلال التأكد من سلامة مظهرها الخارجي ورائحتها. ويجب عدم التردد بإعادة إذا كان يحتوي على أصناف من اللحوم الحمراء أو لحوم الدواجن أو الأسماك أو المحار أو البيض التي تبدو غير ناضجة جيداً أو محضرة بطريقة غير مرغوب فيها ، كما ينطبق ذلك على المقبلات المصاحبة.
>يمكن الاستفادة من تجربة المستهلكين (آراء الزبائن) المنشورة في على الإنترنت أو بسؤال المعارف لأخذ فكرة عن مستوى نظافة المنشآت (المطاعم والمقاهي) والترتيب والنظام وجودة الطعام الذي يقدمه ؛ فالمظهر قد يدل على المخبر.
الخلاصة : هناك ارتباط وثيق بين سلامة الأطعمة والأمن الغذائي؛ والمعرفة بسلامة الأطعمة… السبيل للوقاية من التسمم الغذائي!