أصدر البرنامج البحثي الحكومي المعروف باسم UK FIRES – والذي شاركت فيه ستاً من أكبر جامعات بريطانيا – تقريره باسم “الصفر المطلق Absolute Zero” وقُدم إلى الحكومة البريطانية بتوصيات عملية للوصول إلى تقليل الانبعاثات من الغازات إلى الصفر بحلول عام 2050 وذلك كوفاءً بالتزامات الحكومة الدولية أمام الأمم المتحدة .
التقرير مليء بالمفاجآت ويتوافق مع عملية التغيير العالمي الجارية الآن والتي يتحدث عنها المنتدى الاقتصادي العالمي برئاسة كلاوس شواب وكتابه “كوفيد-19: عملية إعادة الضبط الكبيرة”.
لقد قسم التقرير الفترة الزمنية المتبقية حتى عام 2050 إلى مرحلتين الأولى مدتها عشر سنوات تنتهي بحلول عام 2030 ، والثانية مدتها عشرون سنة تنتهي بحلول عام 2050 ، ولكل مرحلة منهما توصيات للتغييرات المطلوبة.
التوصيات قاسية جداً وإذا طبقت فإنها ستحدث ثورة كبيرة في كل مناحي الحياة خاصة الاقتصادية والاجتماعية ونمط حياة الناس ، وهذا قد يسبب مصاعب للكثيرين ويجبرهم على تغيير نظام حياتهم وربما يهدد بالقلاقل عالمياً نظراً للتغيير الكبير المطلوب من الناس أن تقبل به.
التقرير مبني على افتراضات “أن الإنسان يعمل على تخريب البيئة والمناخ بالأنشطة الاقتصادية والاجتماعية المختلفة”، وبالتالي فإن الخيار المتاح للبشرية هو وقف تلك الأنشطة وتعديلها لخفض الانبعاثات الضارة إلى الصفر ، وعلى فرض صحة تلك الافتراضات فإن النخب المتحكمة بالعالم هي التي تسببت في هذه الانبعاثات وهي التي تستمر في تسميم الهواء والبيئة بتلك الملوثات.
إن التغييرات المطلوبة ضخمة وهي عملية تغيير جذرية لنمط الحياة السائد اليوم والذي بدأ يتغير بالفعل بمبررات الوباء في نفس الاتجاه المحدد ويصنف التغييرات المطلوبة في كل مجال من مجالات النشاط البشري الاقتصادية والاجتماعية ويركز على وسائل المواصلات والنقل والطرق والطيران والشحن الجوي والبحري والوقود الأحفوري والتدفئة والأجهزة المنزلية والبناء والصناعة والتعدين بل والطعام خاصة اللحوم .
ففي مجال الطيران والنقل الجوي مثلاً ، يوصي التقرير بإغلاق كل مطارات بريطانيا بحلول عام 2030 باستثناء ثلاث مطارات هي مطار هيثرو وغلاكسو وبلفاست وتقييد حركة الطيران ومنع استيراد المواد المحمولة جواً وصولاً لمنع الطيران تماما بحلول عام 2050.
وفي مجال السيارات يوصي بمنع انتاج أي محركات تستخدم البترول والزيت بحلول عام 2030 والتحول للسيارات الكهربائية وتقليل حجمها ووضع قواعد مشددة لاستخدام السيارات والتحول إلى القطارات كبديل.
وفي مجال الطاقة التحول إلى الكهرباء التي يتم توليدها باستخدام الرياح والطاقة الشمسية والنووية وهجر الوقود الأحفوري بدءاً من عام 2030.
وفي مجال الطعام ، تقليل استهلاك لحوم البقر والغنم إلى النصف بحلول عام 2030 ثم منعها تماماً بحلول عام 2050.
وكل هذه التغييرات تستلزم سن قوانين وتغيير عادات البشر ، ويمكن قراءة التقرير (EN) إلقاء نظرة سريعة على الملخصات النصية والرسومات التوضيحية على الصفحات الأولى منه للعلم بالشيء والاستفادة بما يمكن ان يفيد، وذلك على هذا الرابط .