تقدم اللغة الإنجليزية تعريفات واسعة للابتكار، ربما تكون مفيدة ومربكة في الوقت نفسه. تكون مفيدة من حيث إمكانية تغطيتها لنطاق واسع من الأنشطة، وتكون مربكة أيضا للسبب نفسه، فيمكن استخدام الكلمة عشوائياً.
حتى التعريف البسيط نسبيٍّا للابتكار الذي نستخدمه — وهو الأفكار المطبقة بنجاح — يثير تساؤلات؛ فما «النجاح»؟
إن الوقت عامل مؤثر، وربما تكون الابتكارات ناجحة في البداية ثم تفشل في آخر الأمر، أو العكس. وما الذي تشير إليه كلمة «مطبقة»؟ فهل تعني التطبيق داخل جزء واحد في المؤسسة، أم الانتشار دولياً بين مجموعة ضخمة من المستخدمين؟
وما مصادر «الأفكار»؛ كيانات أم أشخاص؟ فهل يستطيع أي شخص ادعاء ملكيته لها، خاصةً وأنها تجمع حتمياً بين التفكير الجديد والحالي؟
تواجه تصنيفات الابتكار أيضا صعوبات بسبب الحدود غري الواضحة والتداخلات بني الفئات. فالابتكار يحدث في المنتجات، على سبيل المثال السيارات الجديدة أو المستحضرات الصيدلانية، وفي الخدمات مثلا في وثائق التأمين الجديدة أو المراقبة الصحية. والكثير من شركات الخدمات تصف ما تقدمه على أنه منتجات مبتكرة، مثل المنتجات المالية الجديدة. وأيضاً يحدث ابتكار في العمليات التشغيلية؛ في طريقة توصيل المنتجات والخدمات الجديدة المبتكرة. وربما تأخذ هذه العمليات شكل المعدات والماكينات، وهي منتجات مقدميها، والخدمات اللوجستية في شكل وسائل مواصلات، وهي في نفس الوقت خدمات مقدميها.
إلا أنه توجد بعض المشكلات المشابهة في التعريف عند التفكير في مستويات الابتكار؛ فربما يكون ابتكار ثانوي في إحدى المؤسسات ابتكارا أساسيٍّا في أخرى. ويصعب عمليٍّا وضع أي شيء عدا مقياس اسمي للاختلافات بني مستويات الابتكار، ويُفضل اعتبار التصنيف كنماذج مثالية على طول سلسلة متصلة.
إن الابتكار أمر شديد الصعوبة والفشل في تحقيقه شيء شائع، إلا أنه أمر ضروري من أجل إحراز التقدم على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
وفي كتاب “الابتكار Innovation”، يكشف المؤلفان “مارك دودجسون” و “ديفيد جان” عن كيفية تطور إدراكنا للابتكار ، ويدرسان كيفية استخدامه للتعامل مع التحديات العالمية التي ستواجهنا في المستقبل. ويشرح الكتاب معنى الابتكار، وكيف ولماذا يؤثر في حياتنا وعملنا بمثل هذا القدر من العمق؟ ويوضح الأساليب التي يغير بها عالمنا على نحو متواصل، ويفحص كيفية وأسباب حدوثه، ومَن الذي يحدثه، وكيف يمكن السعي من أجل تحقيقه، وما هي نتائجه، سواء الإيجابية أو السلبية؟.
اضغط هنا لتحميل الكتاب (عربي).