عندما يذكر اسم هذا العالم في بحث أو مقال أو برنامج تلفزيوني، يشار دائما الى “عبقريته” والى “خياله العلمي اللامحدود” وما الى ذلك، لكن ذلك لم يكن السبب الوحيد للجاذبية النادرة التي ميزت شخصية ألبرت آينشتاين، فقد كان لروح الفكاهة والمرح دور في جذب الأنظار إليه وجعله رمزا للشخص الخارق للعادة.
وما من مثال أوضح لذلك من صورته المشهورة وهو يخرج لسانه للصحفيين بعد أن فاض كيله من ملاحقتهم له، فجاء رد فعله التلقائي دليلاً على روح الدعابة والبساطة وعدم التكلف.
وطالما حوّل آينشتاين الأشياء وحتى النظريات إلى مزحة، فكان يجد مثلا مبدأ التلغراف اللاسلكي في غاية البساطة ويفسره كالتالي: لو كان التلغراف العادي عبارة عن قطة طويلة، فما الذي يحدث؟ عند قيامك بشد ذيلها في نيويورك تبدأ بالمواء في لوس أنجلوس، هذا هو اللاسلكي لكن بدون قطة!!! وأشار آينشتاين الى أن الإبداع يتوقف إذا ما فقد الإنسان فضول الطفولة “إذا كان أ = النجاح، فإن أ = س+ ص+ ج . حيث س = العمل، ص = اللعب، ج = إبقاء فمك مغلقاً”. وكان دائما يقول: “أن أصعب شيء في العالم يمكن فهمه هو الضرائب على الدخل.” ومن أقواله الظريفة: “شيئان ليس لهما حدود، الكون وغباء الإنسان، مع أني لست متأكداً بخصوص الكون”
العلم ليس سوى “إعادة ترتيب لتفكيرنا اليومي”
اتسم آينشتاين بالتواضع، فكان يؤكد أن الصدفة والحظ هما ما جعلاه يصل لنظرياته، كما أنه لم يتوقع أن تحظى هذه النظريات باهتمام أحد غيره، ولم يفهم لماذا هذا الاهتمام الإعلامي الكبير به.
وكان يرى في احتفاظه بروح الطفولة وما يحيط بها من دعابة وطرافة سر النجاح في التفكير بطريقة مختلفة، فهو يجد في التعليم عائقا للتفكير الحر. ولذلك فقد كان تعريفه للثقافة أنها “ما يبقى بعد أن ينسى الإنسان كل ما تعلمه في المدرسة.”
الله هو محرك البحث العلمي
لم يكن آينشتاين ملحداً، وكان يرفض صورة الله البعيد عن الكون والمخلوقات. وقد تأثر برؤية سبينوزا (1632-1677) ، الفيلسوف اليهودي الذي أسس النقد التحليلي والتاريخي للتوراه والذي قال:”إن الله حاضر في كل ما يوجد، وكل ما يوجد حاضر في الله”.
فقد آمن آينشتاين بوجود الله في كل شيء في الطبيعة، وربط بين العلم والدين، كما كان يعتقد أن “العلم دون دين كسيحٌ وأن الدين دون علم أعمى.”
- المصدر [p.dw]