جاء في الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ انه قال:«ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ ، ما خلَا أبا بكرٍ ، فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُ اللهُ بِها يَومَ القيامَةِ…الحديث»
أصعب صروف الشكر، هو أن تشكر من تعرف أنك لن توفيه حقّه؛ من قليلٍ في الآخرين من يسخّرهم الله لنا في يوم من أيامه الصعبة، من لا يخبرك بما صنع لك، أو ما سعى من أجلك، فتمتزج صعوبة إيفاء شكرهم مع يسره، لطيب نفوسهم الكبيرة.
وتبقى في نفس الحر دائماً غصة أن للبعض عليه ديوناً أخلاقية بحجم محبتهم، فلا هو يرغب في أن يأتي يوم قاسٍ فيستبينون فيه مدى حبه وولائه وصدق مشاعره تجاههم، ولا هو مرتاح لعجزه عن أداء صروف الشكر التي تعجز حيلته والكلمات البسيطة عن تقديم ما يستحقون.
وحديث «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»؛ عمل به العارفون، وصدّقه الزمن؛ ومن حسن شكر الله على نعمه، شكر من سخّرهم لإشعارنا بتلك النعم، وهي بالشكر تدوم؛ فأطيلوا النظر في عيون المحسنين لكم، وواصلوا الدعاء لهم في ظهر الغيب، فهم في أيامنا هذه مثل الغيوم المطيرة، لا تُرى إلا لماماً، ولا توصل إلا بدعوة، ولكن رؤيتها تسبغ السرور على كل من أصابه ودقها.
اَللَّهُمَّ أسعد من أحسن إلينا في رخائنا وشدتنا، وجازهم عنا خيراً كثيراً طيباً مباركاً، آمين.