هل من المنطقي أن نفكر في داخل وخارج المنظمة؟
في موضوع نشره، “نيلز فليجينغ Niels Pflaeging” أحد الناشطين المدافعين عن “سلالة جديدة” من القيادة والتغيير العميق في المنظمات، وصف الطريقة التي تعمل بها المنظمات المزدهرة، أن هناك ثلاثة هياكل تسمح للمنظمات “باستيعاب التعقيد”:
الأول هو الهيكل الرسمي، وعادة ما يعرف بالتسلسلات الهرمية للإدارة التقليدية، وهذا الهيكل هو بطريقة أو بأخرى تقليدي (قديم) يضمن الامتثال للقانون (يتحمل المسؤولية القانونية، ويتلقى الاستثمارات ويدفع حصص المساهمين، الخ …).
والهيكل الثاني، هو الهيكل الاجتماعي، وهذا يستند معظمه على العلاقات والنفوذ والتفاعلات الاجتماعية: وهو متأصل في المنظمات منذ أن كانت التفاعلات الاجتماعية بطبيعتها موجودة، فيمكنك مثلاً اقامة علاقات صداقة مع الرئيس التنفيذي للشركة وهذا سيمنحك في نهاية المطاف المزيد من النفوذ للتأثير على المنظمة.
الهيكل الثالث والأكثر إثارة للاهتمام، هو هيكل خلق القيمة ويتعلق بكيفية تنظم المنظمة لنفسها عندما تحتاج إلى توفير قيمة مضافة للعملاء والمستخدمين.
“الهياكل التي تخلق القيمة يمكن تمثيلها على أنها شبكات من الخلايا تحتوي على فرق متكاملة وظيفيا، والتي تترابط من خلال تدفق القيمة، والمرتبات، وعلاقات التواصل، وفي الهيكل، كل خلية إما أنها تخلق قيمة لخلايا الشبكات الأخرى (في حالة المركز) أو للسوق الخارجي (في حالة المحيط)، والخلايا، أو الفرق، تستجيب لتأثير السوق – وليس للتسلسل الهرمي”.
وفي هذا السياق فإن القيمة لا يتم إنتاجها فقط “داخل” المنظمات بل يتم إنتاجها على الطرف (الحافة) ما بين الداخل والخارج. وبالمناسبة، هناك علاقة دائما (داخلية كانت أو عبر الحافة) وهو نفس مفهوم الداخل مقابل الخارج في المنظمة، والذي بدأ الآن يفقد معناه وبات يفسح المجال لمفهوم المنظمات التي تختفي فيها الحدود وتتكون من العناصر المتباعدة.
وهناك سؤالاً أساسيا: هل العلامات التجارية الرائدة الحديثة، في العالم مثل Airbnb و Apple ، تقوم فعلاً بتعريف نفسها من خلال موظفيها؟
الجواب هو لا.
فبصمة أبل على العالم تمتد لتشمل عالماً بأسره من مطوري التطبيقات. والعلامة التجارية لـ Airbnb تجسدت من قبل المضيفين لها، والإمكانات الإبداعية لأمازون التابعة لاليكسا أملتها الشركات التي تقوم الآن ببناء مهاراتها، ولا يوجد منهم من هو موظف مباشر لدى المنظمات المذكورة.
هناك شيء واحد لا يبدو أن “نيلز” قد رآه في تصنيفه بشكل كامل وهو أنه – على الأقل بالنسبة للمنظمات التي تسيطر على هذا القرن – خلق القيمة غالبا ما يتوسع على نطاق واسع جدا في النظم الإيكولوجية (البيئية) من خلال إنشاء منصات، ولا تبقى محصورة في مجال العلاقات القوي التي يتشكل منها جسم المؤسسة (على سبيل المثال: الموظفين والمتعاقدين).
منسقين الشبكات هؤلاء (أو ما يسمى بالمؤسسات الرائدة) اكتشفت أنه يمكنها أن تصمم وسيلة للشراكة قابلة للتوسع (وتعمل على مواءمة هدف المنظمة مع العديد من الكيانات الأخرى)، وهذا يسمح بحدوث خلقلقيمة مباشرة داخل النظم الإيكولوجية للسوق، وبدعم ووساطة من المؤسسة الرائدة.
(المنصات هي اتفاقيات للشراكة قابلة للتطوير على أساس رسالة التعبئة مشتركة).
بطبيعة الحال – إلى حد ما – الهياكل الرسمية لا يزال يُعول عليها في مساعدة المؤسسات في الالتزام بالقانون وتنفيذ ونقل رسائلها الخاصة : ولكن، وعلى نحو متزايد، فإن ما يحدد ذلك هو النظام البيئي للمنظمة بأكمله، وإذا لم تأخذ ذلك في الاعتبار عندما تعمل في منظمتك أو عندما تقوم برسم معالم مستقبل المنظمة، فأنت حينئذ لا تخسر فرصة لتضخيم مهمتك في تشكيل الأسواق، وتحقيق التأثير والتطور وحسب، ولكنك أيضا تعرض مؤسستك لخطر الزوال العاجل من السوق.
المصدر: https://www.nielspflaeging.com/