السعادة
يتوهّم الكثير من الناس أنّ السعادة تكون بالسعي واللهث وراء الدنيا وملذاتها وشهواتها، فقضوا حياتهم وفنوها بالركض وراءها، وما زادهم ذلك إلا تعباً وإرهاقاً، وتغافلوا عن السعادة الحقيقية، فهم لم يدركوها، ولم يتذوقوا حلاوتها، والتي تكمن بطاعة الله عز وجل، وبالالتزام بدينه العظيم؛ فلو أنهم سلكوا طريقها لما أرادوا لها بديلاً، ويعدّون العدّة للوصول للسعادة الأبدية الحقيقية.
مفهوم السعادة يختلف حسب الحال:
- عند الفقراء: الغنى والاكتفاء عن السؤال.
- عند المرضى: الشفاء.
- عند المنحرفين: المتعة المحرمة.
- عند المظلومين: الإنصاف والعدل.
- عند المؤمنين: محبة الله تعالى والفوز بجنته.
أقسام السعادة
السعادة قسمان؛ جسمية، وروحية، أما السعادة الجسمية فهي آنيّة، وربما تزول، ولا تبقى مدى الحياة، أما السعادة الروحية فهي التي تبقى مدى الحياة، وتبقى مع صاحبها في قبره، ثم في آخرته، وتتجلى في انشراح الصدر، والسكينة، وطمأنينة القلب، وسمو الروح.
كيف تكون سعيدا في الدنيا والآخرة؟
كي تكون سعيداُ، عليك أن تستشعر أنك عبداً لله، وأنه سبحانه وتعالى هو مُرَبِّي عباده وحافظهم ويربيهم ويدبر أمرهم، وهو ما يتوجب :
- الإيمان بالله عز وجل.
- الإخلاص لله تعالى في الأقوال والأفعال.
- التوكل على الله عز وجل، والاعتماد عليه، وتفويض الأمر إليه.
- استشعار قرب الله عز وجل، ومحبته والأُنس به.
- معرفة أسماء الله الحسنى، وصفاته العلا.
- تطبيق أمر الله عز وجل، والابتعاد عن معاصيه وكل ما نهى عنه.
- المحافظة على الصلوات الخمس المفروضة، وأداؤها على وقتها.
- أداء النوافل من الصلوات وقيام الليل.
- اغتنام الثلث الأخير من الليل؛ حيث يتنزّل الله عز وجل للسماء الدنيا.
- تخصيص وقت للخلوة مع الله عز وجل، ودعائه فيها، وبث الشكوى والنجوى.
- اتباع سنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، واقتفاء أثره.
- ذكر الله تعالى الكثير. الإكثار من الاستغفار.
- الإكثار من الصلاة على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
- مجالسة الصالحين، والتعلم منهم.
- قراءة القرآن الكريم، وحفظه، ومعرفة تفسيره، والعمل به.
- طلب العلم الشرعي.
- أداء الحقوق والواجبات.
- الإكثار من العمل الصالح.
- حفظ الجوارح.
- الصبر، وابتغاء الأجر العظيم من الله تعالى.
- بر الوالدين، وطلب مرضاتهما.
- الإحسان والمعروف إلى الناس، وتقديم الحاجة لمستحقيها.
- ملء أوقات الفراغ بالطاعات والأعمال النافعة.
- إبعاد الأفكار السيئة والوساوس، وعدم الاستسلام للهموم، ودفعها بالتوكل على الله تعالى واليقين بما عنده من الخير.
- النظر لمن هم أدنى مستوى من الناحية الصحية والمالية.
- الشكر الدائم على نعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى.
- العودة والإنابة إلى الله تعالى، والتوبة النصوح.
- الرضا بالقليل، والزهد بالدنيا، والطمع برضا الله تعالى.
- كفُّ الأذى عن الآخرين.
[إعداد : بتول الدغيم]