〔تعمد الازدواجية في العمل〕

  • — الإثنين مايو 15, 2023

عندمت يكلف رئيس الجهاز أحد الموظفين بمهام هي من اختصاص إحدى الإدارات.
أليست هذه ازدواجية في العمل؟!
نعم.
هل يتعمد الرئيس هذا الأسلوب ليحصل على عدة خيارات؟
هل ثقته بالزميل المكلف أكثر من الجهة المختصة؟!
هل الزميل المكلف سيقدم له إنجازاً أو حلولاً أسرع من الإدارة المختصة؟!
هل يغيب عن ذهن الرئيس بسبب ضغط العمل وجود إدارة مختصة بتلك المهام؟!

كل تلك الأسباب واردة، أما السبب الغريب والعجيب هو أن يتعمد الرئيس أو مدير الإدارة ممارسة الازدواجية لأسباب شخصية قد يكون أحدها نقل زميل أو تهميشه [تطفيش]، أو الاستجابة لطلب زميل آخر بتولي مهام شخص آخر أو إنهاء خدماته، وستكون أكثر ضرراً وخطورة حين تطبق معايير مزدوجة في تقييم الموظفين وفي ترقيتهم ومكافآتهم.

هذه الازدواجية التي تحدث لأسباب شخصية وليس لأسباب مهنية، ضارة جداً ولا تخدم مصلحة العمل، ومن المؤكد أنها تسبب نزاعاً بين الزملاء مما ينعكس سلباً على العمل بالمنظمة.

هذا النوع من الازدواجية يدمر بيئة العمل ويزيد من من حالة التسييس التنظيمي والاستقطاب ويجعلها بيئة عمل آسنة طارده، ويفقد الموظفين ثقتهم بالمنظمة التي يعملون بها وفي بعضهم، وحين تغيب الثقة ينخفض [وقد ينعدم] الانتماء والولاء والإنتاجية.

هل الازدواجية سلبية دائماً؟

ربما يلجأ المسؤول إلى فتح باب منافسة بناءة بين إدارة وأخرى أو حتى بين جهاز وآخر كي يحصل على نتائج جيدة خار. في هذه الحالة يعتقد “البعض” أن هذا النوع من الازدواجية له إيجابيات -خارج نطاق الاختصاص- وإن كان مُكلف. ولكن إذا كان الهدف من الازدواجية هو التنافس البناء، ألا يفترض أن يعلن بشكل رسمي منعاً لحدوث مشكلات داخل بيئة العمل حين تنكشف الازدواجية بشكل غير رسمي دون المعرفة بدوافعها.

هنا نشير إلى أن تعمد الازدواجية في بعض المجالات تتضمن بعض المخاطر،  لأن اختلاف مصدر المعلومات يؤدي إلى قرارات خاطئة، وقد يؤدي الأضرار الاقتصادية والأمنية والاجتماعية؛ مثل مجال الإحصاء والأمن وغيرها.

كما أن تعمد الازدواجية بين جهاز وآخر فيه تشتيت للمسؤولية وهدر مالي وبشري، ولذلك تلجأ المنظمات الى إعادة الهيكلة بين وقت وآخر بهدف تحقيق الجودة وسرعة الإنجاز وتحديد المسؤوليات وعدم الازدواجية.

[منقول باختصار وتصرف من مقال للاستاذ يوسف القبلان]