تُرجِّح منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أنَّ حجم الإنتاج العالمي من النفايات البلاستيكية سيرتفع إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2060، وأنَّ نصف هذه الكمية سينتهي به المطاف في مدافن النفايات، وأن لا تزيد نسبة المعاد تدويره عن الخُمس.
في الوقت الذي كانت باريس تستضيف جولة مفاوضات -قبل أيام- لوفود من 175 دولة من أجل صياغة معاهدة تاريخية للحدِّ من التلوِّث البلاستيكي على الصعيد العالمي. وكشفت المفاوضات عن تباين كبير في الآراء بين الدول التي تسعى إلى خفض إنتاج مواد بلاستيكية جديدة، وبين الدول المُعتمِدة على الصناعات البتروكيميائية التي تُفضِّل حلًّا يقوم على تحسين عمليات إعادة التدوير وإدارة النفايات.
فقد أكد باحثون في سويسرا اكتشاف بكتيريا تتغذى على البلاستيك في جبال الألب، ما فتح الباب أمام الحديث عن إمكانية إنهاء مشكلة النفايات.
وقال قائد الفريق البحثي من المعهد الفيدرالي السويسري لأبحاث الغابات والثلوج والمناظر الطبيعية، “جويل روثي”: إن دراسة بحثية كشفت عن أنَّ بعض الأحياء الدقيقة التي تعيش في جبال الألب في كانتون غراوبوندن السويسرية وفي القطب الشمالي قادرة على هضم نوعين من البلاستيك. وأضاف أن أولهما حيوي وهو متعدد يوريثان (PUR)، والآخر أحفوري وهو مزيج عشوائي من متعدد بوتيلين أديبات تيريفثاليت ومتعدد حمض اللاكتيك (PBAT/PLA). ويستخدم الأول في صناعة الإسفنج المنزلي والفرش (المراتب) والأحذية الرياضية، والثاني في صناعة أكياس الكمبوست البلاستيكية. ووفقاً للدراسة، لم تُظهر أي من سلالات الأحياء الدقيقة القدرة على هضم البولي إيثيلين غير القابل للتحلل (PE)،
فهل ستُحلّ مشكلة التلوث البلاستيكي؟
قال “جويل روثي”: “أظن أنه لا يُمكننا فعليًّا إنهاء التلوث البلاستيكي بهذه الطريقة، لأنَّ سبب التلوث البلاستيكي مشكلة أخرى مختلفة”. و “هذه الأنزيمات لن تحلَّ مشكلة التلوث البلاستيكي في البيئة، والنتائج التي توصلنا إليها لا يُمكن للناس استخدامها كعذر لإلقاء النفايات البلاستيكية في البيئة”.
وينبغي على الناس أن “يتخلصوا من نفاياتهم بالطريقة الصحيحة، لا يُمكن لهذا البحث أن ينهي مشكلة إلقاء النفايات في البيئة”. وتابع: “ما نعتقد أنه ممكن في المستقبل فهو محاولة إنشاء اقتصاد دائري، نحاول فيه أن نعيد تدوير البلاستيك بطرق أكثر فعالية وأكثر استدامة”.
نتائج الدراسة نُشرت باللغة الإنجليزية في مجلة “فرونتيرز ان ميكروبيولوجي” الرابط للمهتمين :
https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fmicb.2023.1178474/full