جاء فِي بيان فضل الأب ما ذكره أبو داود في صحيحه، قال الرسول ﷺ : «لا يَجزي ولدٌ والدًا إلَّا أنْ يجِدهُ مملوكًا فيشتريَهُ فيُعتقَهُ» وهذا الحديث الشريف كاف لبيان عظم قدر هذا الإنسان (الأب) وسموه وفضله على أولاده (الأبناء والبنات)؛ فلا يُكافِئُ ويُساوي، “ولَدٌ والِدَه”؛ بما قدم إليه أبوه من تربية ورعاية وإحسان، وكونه سببا في وُجودِه، “إلَّا أن يَجِدَه مَملوكًا، فيَشتَرِيَه فيُعتِقَه”.
لكن “بعض” الأولاد -هداهم الله- لا يستشعرون مقدار الكفاح والتضحية والتعب والجهد الذي يبذله الأب في سبيل توفير حياة كريمة لأسرته، فهم لا يرون إلا الابتسامة والقوة والصمود، التي تخفى عليهم كثير من الأسرار التي يخفيها عنهم حتى يحقق لهم أمنهم واستقرارهم ليسهل طريقهم في الحياة للوصول إلى النجاح الذي يتمناه.
يقول أحدهم: “كنت آخذ المال من والدي لدروسي الخصوصيَّة “الوهميَّة” وذهبتُ في مرة إلى أحد الأماكن للترفيه فلمحتُ أبي يسأل عن فرص عمل مسائية”.
و يقول آخر : لم أعرف مقدار المتاعب التي يواجهها أبي من الحياة إلا عندما توفي، فأدركت أنه كان درع لنا من كل شيء يحيط بنا، وكان لا يتحدث معنا في هذه الأمور كي لا نحمل معه هم يشتت تركيزنا عن مستقبلنا!
وتوفي أب فوجد أبناؤه وصية يوصيهم فيها بالمحافظة على الصلاة والبر بأمهم وأن عليه دَين وأوصاهم بأن يبيعوا سيارته ليسددوا الدين وألا يدفعوا شيئاً من أموالهم!
من المؤلم حقاً أن يفني الأب عمره في بناء وتربية الأسرة ثم لا يجد مكانًا في القلوب ولا تقديرا واهتماما في البيوت؛ وعلى الأولاد أن يعرفوا أنه من الصعب على الآباء التعبير عن مكنونات قلوبهم وآلامهم، وأن يدركوا جيداً أنه لا أشد من النكران والجحود من الأولاد على نفس الأب الإنسان.
سأل شاب والده ما الفرق بين ابتسامتي وابتسامتك؟ ابتسامتي عندما أراك سعيدًا!
نصيحة .. في مرحلة من العمر عندما تدرك أن والدك كان على حق، سيكون لك ولد يعتقد أنك على خطأ، فاجعل هذا الإدراك مبكراً فلا تندم.
اللهم أصلح أولادنا وذرياتنا، وأجعلنا من البارين بآبائهم وامهاتهم أحياءً وأمواتا، ورفع درجاتهم في الفردوس الأعلى من الجنة ثواباً على ما قدموا إلينا من إحسان.