عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ ﷺ، قال :«سيصيب أمَّتي داء الأمم»، قالوا : يا نبيَّ الله، وما داء الأمم؟ قال :«الأشَرُ والبَطَرُ، والتَّكاثر والتشاحن في الدُّنيا، والتَّباغض، والتَّحاسد حتى يكون البغي ثمَّ الهرج».
قال المناوي -رحمه الله- شارحًا هذا الحديث: ” «الأَشَر» أي: كُفر النِّعمة. «والبَطَر»: الطُّغيان عند النِّعمة، وشدَّة المرَح والفرح، وطول الغنى.
«والتَّكاثر» مع جمع المال.
«والتَّشاحن» أي: التَّعادي والتَّحاقد.
«والتَّباغض والتَّحاسد» أي: تمنِّي زوال نعمة الغير.
«حتى يكون البغي» أي: مجاوزة الحدِّ، وهو تحذيرٌ شديدٌ مِن التَّنافس في الدُّنيا؛ لأنَّها أساس الآفات، ورأس الخطيئات، وأصل الفتن، وعنه تنشأ الشُّرور”
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبي ﷺ قال :«إيَّاكم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذب الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا»
قال العلامة السعدي-رحمه الله-: “فعلى المؤمنين أن يكونوا متحابِّين، متصافِّين غير متباغضين ولا متعادين، يسعون جميعهم لمصالحهم الكليَّة التي بها قوام دينهم ودنياهم، لا يتكبَّر شريف على وضيع، ولا يحتقر أحدٌ منهم أحدًا”
اللهم ارزقنا حبك، وحب نبيك، وحب من يحبك، وحب كل العمل الذي يقربنا إلى حبك. آمين.
وصلى الله وسلم على سيد البشر نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.