الكاتب: ويل ياكويز
تشير الدراسات إلى أن التفكير الاستراتيجي هو العنصر الأكثر أهمية في القيادة، لكن كيف يمكن غرس هذه الصفة في الموظفين؟ ما هي المهارة القيادية الاهم التي عليك امتلاكها؟
وفقاً لروبرت كابكوف Robert Kabacoff، نائب رئيس قسم الأبحاث في مجموعة بحوث الإدارة، فإن هذه المهارة الهامة هي القدرة على التخطيط بطريقة استراتيجية.
ولتدليل على ذلك استشهد بدراسة نشرت في مجلة “هارفارد بيزنس ريفيو” أجرتها شركته في عام 2013، وبينت الدراسة أن 97% من مجموعة تتكون من 10 آلاف من كبار المسؤولين التنفيذيين قالوا : أن التفكير الاستراتيجي هو المهارة القيادية الأكثر أهمية لنجاح المنظمة. وفي دراسة أخرى، فإن 60 ألف من المدراء والمسؤولين التنفيذيين في أكثر من 140 بلدا صنفوا النهج الاستراتيجي في القيادة على أنه الصفة الأكثر فعالية من بين بقية الصفات بما في ذلك الابتكار والإقناع، والتواصل، والتوجه نحو تحقيق النتائج .
ولكن ما الذي يجعل التفكير الاستراتيجي بهذا القدر من الأهمية؟
يقول Kabacoff : التفكير الإستراتيجي مهارة تتلخص في كونها تمنحك القدرة على الرؤية، والتنبؤ والتخطيط للمستقبل، و”القادة الاستراتيجيون يتبعون نهج بعيد المدى وواسع لحل المشكلات، واتخاذ القرارات التي تنطوي على التحليل الموضوعي، والتخطيط والتفكير في المستقبل، وهذا يعني القدرة على التفكير في أطر زمنية متعددة، والتعرف على ما تحاول هذه الأطر الزمنية تحقيقه مع مرور الوقت، وما الذي يجب أن يحدث الآن، وفي غضون ستة أشهر ، وخلال سنة، أو حتى في غضون ثلاث سنوات، من أجل الوصول إلى الهدف”، ويضيف : “وهذا يعني أيضا التفكير بشكل منتظم؛ أي، التعرف على تأثير القرارات على القطاعات المختلفة بالمنظمة – بما في ذلك الإدارات الداخلية، والموظفين والموردين والمستفيدين”.
يقول Kabacoff : كشخصية قيادية، تحتاج أيضا إلى تمرير التفكير الاستراتيجي لموظفيك، وعليك غرس هذه المهارة أولاً في أفضل المدراء الذين يعملون تحت إدارتك، وهم بدورهم سيساعدونك في تمريرها على بقية المسؤولين في مختلف مستويات المنظمة.
وفيما يلي النصائح الخمسه حول كيفية تحفيز موظفيك على التفكير الإستراتيجي :
التزويد بالمعلومات
يجب تشجيع المدراء على تخصيص جزء من وقتهم للتفكير باسلوب استراتيجي حتى يصبح ذلك جزءاً من وظائفهم، ويقترح تزويدهم بمعلومات عن المنظمة، والقطاع الذي تعمل فيه المنظمة، والمنافسين، والمستفيدين، والتكنولوجيات الناشئة. يقول Kabacoff : “فمن الشروط الأساسية للقيادة الاستراتيجية، هو الحصول على معلومات ذات صلة بمجال الأعمال والتي من شأنها مساعدة القادة لرفع مستوى تفكيرهم خارج وقائع العمل اليومي”.
برنامج توجيهي (إستشاري)
كل مدير يجب أن يكون له مرشد (مستشار). يقول Kabacoff : “من أكثر الطرق فعالية لتطوير مهاراتك الاستراتيجية هو أن تحظي بالتوجيه والإرشاد من شخص يتمتع بخبرة واسعة في مجال التفكير الاستراتيجي، والمرشد المثالي هو الشخص الذي يشتهر بقدرته على إقناع الناس بأهمية التركيز على الأهداف الاستراتيجية، وكذلك على أفعالهم”.
بناء فلسفة محدده
كشخصية قيادية، تحتاج إلى فلسفة محدده وواضحة المعالم للتواصل من خلالها، وبيان الرسالة والأهداف التي يمكن تحقيها “. يقول Kabacoff ” ولابد للأفراد والجماعات من فهم الاستراتيجية التنظيمية الشاملة من أجل الاستمرار في التركيز عليها ودمجها في الخطط والاستراتيجيات الخاصة بهم”.
مكافأة التفكير، وليس رد الفعل
حاول قدر الإمكان أن تشجع روح التبصر والتفكير بعيد المدى. يقول Kabacoff : يجب أن تكافئ المديرين على ” التفكير الملموس، وليس ردود الأفعال” و “القدرة على توليد عدة حلول لمشكلة معينة وبشكل عاجل، وتحديد الحل الأنسب مع أكبر فائدة ممكنة للمنظمة على المدى البعيد “.
اطرح الأسئلة “لماذا” و”متى”
شدد Kabacoff على أهمية تعزيز “الرؤية المستقبلية”. فإذا اقترح أحد المدراء مسار معين لسير العمل، عليك أن تطرح عليه سؤالين: الأول، ما هو الهدف الاستراتيجي الأساسي الذي تخدمه هذه الخطوة، ولماذا؟ والثاني، ما هو تأثير ذلك على الأطراف المعنية، داخل المنظمة وخارجها؟ يقول Kabacoff “المداومة على طرح هذين السؤالين عند التفكير في أي خطوة، يسهم على المدى البعيد في إيجاد وتطوير القيادات الاستراتيجية”.
المصدر : http://www.inc.com/will-yakowicz/how-to-foster-strategic-thinking-in-employees.html