آيتان متشابهتان جاءت في القرآن الكريم، يمتنُّ اللهُ تعالى فيها على عبادِه بأنَّ النِّعَم كلها هي من الله عزَّ وجلَّ وحده لا أحد سواه، فإن نعمه الظاهرة والباطنة على العباد بعدد الأنفاس واللحظات، من جميع أصناف النعم مما يعرف العباد، ومما لا يعرفون وما يدفع عنهم من النقم فأكثر من أن تحصى، يرضى سبحانه باليسير من الشكر مع إنعامه الكثير؛ لكنه تقدست أسماءه وصفاته ختم الآيتين بخاتمتين مُختلفتين:
قال تعالى: ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلومٌ كَفّار (٣٤)﴾ [سورة ابراهيم]
وقال تعالى: ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم (١٨)﴾ [سورة النحل]
الآية الأولى: ختِمت بتعامل العبد المُنعَم عليه مع الله؛ ظلوم كفار.
و الآية الثانية: ختمت بتعامل الله المُنعم مع العبد؛ غفور رحيم.
فما أعظم الله، وما أحلم الله، وما أكرم الله.
سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، وما شكرناك حق شكرك، وما قدرناك حق قدرك، اللهم عملنا بما