خرج الثعلب يبحث عن طعام ولما تعب من كثرة تجواله خطرت له فكرة ماكرة قد تمكنه من اصطياد الديك، فلبس لباس الواعظين، ومشى يدعو للتقوى والصلاة، بل زاد على ذلك أن طلب أن يمتنعوا عن أكل الطيور، ولورعه الشديد طالب ان يكون الديك هو الذي يؤذن لهم بصوته الجميل، وأنه ـ الثعلب ـ سيؤمهم في الصلاة!!!
وذهب بالفعل رسول الثعلب إلى لديك وطلب منه ما أراده الثعلب إمام الناسِكين، ولكن الديك كان أكثر فطنة وتذكر نصائح أجداده الصالحين، فانتبه إلى ما كان يصبو إليه الثعلب، وقال مقولته الشهيرة في “الماكِرين” 👇 :
بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً
في شِعارِ الواعِظينا
فَمَشى في الأَرضِ يَهذي
وَيَسُبُّ الماكِرينا
وَيَقولُ الحَمدُ لِلهِ إِلَهِ العالَمينا
يا عِبادَ اللَهِ توبوا
فَهوَ كَهفُ التائِبينا
وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ العَيشَ عَيشُ الزاهِدينا
وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن
لِصَلاةِ الصُبحِ فينا
فَأَتى الديكَ رَسولٌ
مِن إِمامِ الناسِكينا
عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ
وَهوَ يَرجو أَن يَلينا
فَأَجابَ الديكُ عُذراً
يا أَضَلَّ المُهتَدينا
بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي
عَن جدودي الصالِحينا
عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن
دَخَلَ البَطنَ اللَعينا
أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ القَولِ قَولُ العارِفينا
مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً
أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا.
صدق أمير الشعراء أحمد شوقي -رحمه الله- فإن الضال، ليس له دين، ولا يمكن الوثوق فيه وان رفع شعار الواعظينا!
اللهمَّ اهدنا صراطك المستقيم، وجنبنا صراط المغضوب عليهم والضالين، آمين