«الأخبار والمعلومات المضللة تجتاح منصات التواصل الاجتماعي» 

  • — الخميس أكتوبر 12, 2023

من حسابات زائفة (لديها علامة التوثيق العلامة الزرقاء) تنتحل شخصية صحافيين، إلى مشاهد من ألعاب فيديو حربية تُنشر على أنها حقيقية، ؛ وما يزيد الطين بلة أن منصات التواصل الاجتماعي تبدو وكأنها تتخلى عن المعلومات الجيّدة.

يقول صحفي رصد وتحقق من المعلومات المضللة ل”مونت كارلو”: “إنه منذ بداية الأحداث بين فلسطين وإسرائيل رُصِدت كمية كبيرة من المعلومات المضللة التي تنتشر” و “ما يميز هذا الانتشار غير المسبوق للمعلومات المضللة، هي التغيرات الأخيرة في خوارزميات وخدمات منصات التواصل الاجتماعية”، “وخلف نشرها يمكن أن تكون نوع من “البروباغندا” السياسية أو “ماكينة إعلامية” تدار من قبل جهات وأحزاب ومجموعات؛ هذه المصادر هي مُمكنة، ولا يمكن ألّا تُأخَذ بعين الاعتبار.”

منصة “إكس X” قامت بعدد كبير من الإجراءات مثل: إعادة تفعيل حسابات تروج لمؤامرات زائفة، ووضع برنامج لمشاركة عائدات الإعلانات مع صانعي المحتوى يحفّز البحث عن التفاعل بدلاً من توخي الدقة.

وهذه نزعة متنامية ، وقد ازدادت سوءاً مع تأثير عمليات تسريح موظفين طاولت فرق الأمن والسلامة [واستخدام الذكاء الاصطناعي]، ما يعيق قدرتها على التعامل مع هذه الفوضى، لقد حطم “ماسك” ً ما كان في السابق أحد أعظم نقاط قوتها؛ ألا وهي مراقبة الأخبار العاجلة ومساعدة المستخدمين على تمييز الحقيقة عن الكذب”.

إن حجم وسرعة انتشار المعلومات والأخبار المظللة يلقي الضوء على تضاؤل قدرة المنصات مثل “فيسبوك و “إكس” و “تيك توك” وغيرها على مكافحة المعلومات الكاذبة، في مناخ يُهيمن عليه تسريح الموظفين وخفض التكاليف؛ هذه الإجراءات قد أحدثت أضراراً: كمفاقمة الكراهية والعنف والتحيز العنصرية خصوصا في ظلّ سيناريو أزمة سريعة التطور.

يقول الرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية: “في الأزمات مثل الفظائع الإرهابية والحروب والكوارث الطبيعية، يميل الناس إلى اللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات بسرعة”، “(لكن) سيل المخادعين الذين ينشرون الأكاذيب والكراهية بحثاً عن التفاعل والمتابعين، إضافة إلى الخوارزميات التي تنشر هذا المحتوى المتطرف والمثير للقلق، هي السبب في أن وسائل التواصل الاجتماعي مكان سيء للحصول على معلومات موثوقة”.

لقد أزالت منصة “إكس” مؤخراً العناوين عن المقالات الإخبارية التي يشاركها المستخدمون، وصارت الروابط تظهر كصور فقط، وهي خطوة تؤدي إلى تقليل عدد زوار المواقع الإخبارية؛ حيث تراجع زوار أهم المواقع الإخبارية وفق بيانات عن شركة الأبحاث “سيميلارويب”.

وحتى خبراء الاستخبارات المفتوحة المصادر، أنه في الوقت الحالي الوضع سيئ للغاية خاصة على منصة “X” لدرجة أنه حتى باحثو OSINT المتمرسين يتعرضون للخداع بواسطة حسابات مزيفة؟!!

وتعرّض “إيلون ماسك” لانتقادات حادة بعدما شجّع متابعيه على ( X ) بمتابعة حسابين للحصول على أخبار حول الحرب، معروفان بنشر معلومات مضللة، وحذفها لاحقًا، لكن بعدما حصد ملايين المشاهدات. 

ويقول “أندي كارفين” من مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي: “رغم أنه لا يزال هناك عدد لا يحصى من الصحافيين والباحثين الموهوبين الذين يواصلون استخدام إكس لمساعدة الجمهور على فهم أفضل لما يحدث، فإن نسبة المفيد من الضار أصبحت هزيلة”. وأضاف أن “فائدتها كأداة موثوقة للبحث وإعداد التقارير صارت معطوبة وقد لا تتعافى أبدا”.

تنبيه .. تعامل فقط مع مواقع وسائل الإعلام الموثوقة والمعترف بقيمتها ومصداقيتها بأنها تنشر الخبر الصحيح، وأي شيء يتم تداوله عبر منصات التواصل، إذا لم يكن قد ذكر، في الأقل مرة واحدة من وسيلة إعلامية موثوقة، يعني أن هذه المعلومة في الأغلب هي غير صحيحة، فلا تعيد نشرها.