«تزكية النفوس ومداواة الأخلاق والزهد في الرذائل»

  • — السبت فبراير 03, 2024

لقد وفق من جاهد نفسه فزكاها بتطهيرها من الذنوب والعيوب، ولذلك وسائل من أهمها: الدعاء والإلحاح في ذلك، ومنها: القراءة في الكتب التي صنفها العلماء في تزكية النفوس ومداواة الأخلاق، ومنها الاطلاع على جوانب من حياة أناس جاهدوا أنفسهم حتى زكت وزالت عنها عيوبها، وكتاب الإمام ابن حزم-رحمه الله- “مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل” قد حوى من ذلك شيئًا كثيرًا، وقد يسَّر الله فاخترتُ منها موضوع مدح الناس ذمهم، وهو على مراتب:

فطائفة تمدح في الوجه والمغيب، وهذه صفة أهل الملق والطمع.

وطائفة تذم في المشهد والمغيب، وهذه صفة أهل السلاطة والوقاحة من العيَّابين.

وطائفة تمدح في الوجه، وتذمَّ في المغيب، وهذه صفة أهل النفاق والعيَّابين.

وطائفة تذم في المشهد، وتمدح في المغيب، وهذه صفة أهل السخف.

وأما أهل الفضل فيمسكون عن المدح والذمِّ في المشاهدة، ويثنون بالخير في المغيب أو يمسكون عن الذمِّ.

وأما أهل السلامة، فيمسكون عن المدح والذمِّ في المشهد والمغيب.

ونصيحة الإمام ابن حزم -رحمه الله-: “لا يسرُّكَ أن تُمدحَ بما ليس فيك، بل ليعظم غَمُّك بذلك!
لأنه (نقصك) ينبه الناس عليه ويسمعهم إياه،
ولا يرضى بهذا إلا أحمق ضعيف العقل!

ولا تأسَ إن ذممت بما ليس فيك، بل افرح، فإنه فضلك ينبِّه الناسَ عليه، ولكن افرح إذا كان فيك ما تستحق به المدح، سواء مُدحت به أو لم تمدح، واحزن إذا كان فيك ما تستحق به الذم، سواء ذُممت به أو لم تُذم.”

اللَّهمَّ اهدنا لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدني لأحسنِها إلَّا أنتَ ، وقنا سيِّئَ الأعمال والأخلاق لا يقي سيئَها إلا أنتَ.