للإجابة على هذا السؤال، يجب أن نفترض أولًا أننا على المسار الصحيح، وإن انحرفنا قليلًا دون ضرر، وأننا كذلك متفقون على الرؤية والهدف نفسه؛ حتى نستطيع أن نحدد ماذا نريد؟
يختلف كثير من الناس في طريقة تعاملهم مع مجريات الأمور، وفي طريقة تخطيطهم لتنفيذ أعمالهم وطرح أفكارهم، وهذا أمر طبيعي يحدث في المجتمعات، وفي بيئات الأعمال تحديدًا، لم يخلقنا الله -سبحانه وتعالى- متشابهين، وإنما خلقنا بعقول وأفكار مختلفة لنتمم بعضنا البعض، ونساعد في تنفيذ أعمالنا وأهدافنا التي نسعى إلى تحقيقها.
قضية “إعادة اختراع العجلة” والجدل حول كيف نبدأ ومتى وأين، نشاهدها -غالبًا- في بيئات الأعمال؛ فنجد أن بعض الممارسات الخاطئة والخسائر فادحة يقودها من يأتي لاحقا للقيام بالتغيير لمجرد التغيير دون النظر للمهام والأعمال التي قد أنجزت بالفعل ممن سبقوه، أو قد أنجز بعضها ولم تكتمل لضرف معين؛ حيث يجري التغيير الجذري (الكلي) والبدء من جديد بلا سياسة واضحة، بسبب قلة المعرفة في المجال أو بسبب مسائل شخصية (الشخصنة)، أو قرارات -غير منطقية- تحكمها المزاجية!!!
إن من يتولى زمام الأمور عليه أن يعي أن هناك اعتبارات رئيسة، وركائز لابد من الأخذ بها عند الشروع في تنفيذ أي عمل أو مهمة يكلف بها، أهمها عامل الوقت، فهو سلاح ذو حدين، ترتبط به نتائج بعض الأعمال والمهام؛ أي إنه ليس هناك مجال أو متسع للوقت لإعادة إختراع العجلة من جديد، بل التعامل الأمثل وفق الإمكانات المتاحة.
ثم يأتي الجانب الاقتصادي بعد عامل الوقت في الأهمية؛ إذ يقاس النجاح في بعض الأعمال بقلة وترشيد الإنفاق، دون الإخلال بالجودة والكفاءة؛ وبالتالي عدم استنزاف المؤسسة وتحميلها خسائر إضافية، من عقود ومشاريع واستقطاب كوادر بشرية جديدة بلا قيمة مضافة.
ويلي ذلك، عامل الكادر البشري؛ أي خسارة الكفاءات المتميزة في المنظمة، والتي قد تتأثر جرَّاء التغييرات غير المدروسة، أو منهج غير واضح؛ إما بسبب إحباط قد يصيبها، أو بتسربها وتركها للعمل، فتصبح المشكلة مضاعفة؛ وبالتالي لم يتحقق المنتظر، بل انحرف الهدف عن مساره الصحيح.
وأخيرًا، إنَّ التغيير لما هو أفضل مطلوب ومستحسن، ويكمن التميز في النظر للوضع الحالي بإنصاف، والبدء من حيث انتهى إليه من سبقوك وما وصلوا إليه، والمشاركة بمهارة الإدارة، وحسن التصرف، وبعد النظر في الاستفادة المثلى من ذلك .
والله ولي التوفيق.