«هل نبدأ في اختراع العجلة من جديد؟»

  • — الأحد أبريل 28, 2024

للإجابة على هذا السؤال، يجب أن نفترض أولًا أننا على المسار الصحيح، وإن انحرفنا قليلًا دون ضرر، وأننا كذلك متفقون على الرؤية والهدف نفسه؛ حتى نستطيع أن نحدد ماذا نريد؟

يختلف كثير من الناس في طريقة تعاملهم مع مجريات الأمور، وفي طريقة تخطيطهم لتنفيذ أعمالهم وطرح أفكارهم، وهذا أمر طبيعي يحدث في المجتمعات، وفي بيئات الأعمال تحديدًا، فالله سبحانه وتعالى لم يخلقنا متشابهين، وإنما خلقنا بعقول وأفكار مختلفة لنتمم بعضنا البعض، ونساعد في تنفيذ أعمالنا وأهدافنا التي نسعى إلى تحقيقها.

قضية اختراع العجلة من جديد والجدل حول كيف نبدأ ومتى وأين، غالبًا ما نشاهدها في بيئات الأعمال؛ فبعض الممارسات والأخطاء والخسائر فادحة يقودها من يأتي بعد من سبقوه دون النظر للمهام والأعمال التي قد أنجزت بالفعل، أو التي قد أنجز بعضها ولم تكتمل، إنما التغيير لمجرد التغيير؛ حيث يتم التغيير الجذري (والكلي) بلا هدف وسياسة واضحة اما بسبب قلة المعرفة في المجال أو بسبب المسائل الشخصية (الشخصنة)، أو قرارات -غير منطقية- قد تحكمها داء الشللية!!!

إن من يتولى زمام الأمور عليه أن يعي أن هناك اعتبارات رئيسة، وركائز لابد من الأخذ بها عند الشروع في تنفيذ أي عمل أو مهمة يكلف بها، أهمها عامل الوقت، فهو سلاح ذو حدين، ترتبط به نتائج بعض الأعمال والمهام؛ أي إنه ليس هناك مجال أو متسع للوقت لاختراع العجلة من جديد، بل بالتعامل الأمثل وفق الإمكانات المتاحة.

ثم يأتي الجانب الاقتصادي بعد عامل الوقت في الأهمية؛ إذ يقاس النجاح في بعض الأعمال بقلة وترشيد الإنفاق، دون الإخلال بالجودة والكفاءة؛ وبالتالي عدم استنزاف المؤسسة وتحميلها خسائر إضافية، من عقود ومشاريع واستقطاب كوادر بشرية جديدة بلا قيمة مضافة.

ويلي ذلك، عامل الكادر البشري؛ أي خسارة الكفاءات المتميزة في المنظمة، والتي قد تتأثر جرَّاء التغييرات غير المدروسة، أو منهج غير واضح؛ إما بسبب إحباط قد يصيبها، أو بتسربها وتركها للعمل، فتصبح المشكلة مضاعفة؛ وبالتالي لم يتحقق المنتظر، بل انحرف الهدف عن مساره الصحيح.

وأخيرًا، إنَّ التغيير لما هو أفضل مطلوب ومستحسن، ويكمن التميز في الاستفادة المثلى من اخترع العجلة الحالي، والبدء من حيث انتهى الآخرون؛ والاطلاع على ما وصلت إليه، والمشاركة في حل المشكلات، بمهارة الإدارة، وحسن التصرف، وبعد النظر.