عملية بث روح التحدي في الشركة لتكون دائماً في حالة ابتكار وإبداع هي عملية تتطلب شجاعة حقيقية و عمل جاد، كما يشير إلى ذلك السيد Robert J. Herbold في كتابه What’s Holding You Back?. يضيف المؤلف أن الكثيرون بعد أن يحققوا نجاح ما تجدهم يجلسون باسترخاء.
الحنكة هنا هو كيف نجعل طاقم العمل يُدرك أن المنافسة لا تتوقف بل أنها عملية مستمرة فقد يخرج أحد المنافسين بفكرة لامعة تجعلك تضطر لمنافسته “بورقة” السعر فقط. لكي نتجنب هذه الحالة تحتاج الشركة أن تخرج دائماً بأفكار لامعة تجعل من منتجها أو خدمتها مثيرة ومتميزة في السوق.
شركة Deere &Co لتصنيع الآلات الزراعية هي شركة لديها سبق الريادة في هذا السوق منذ أمد بعيد وذلك بسبب أن قيادتها يدركون أن الابتكار هو مفتاح تفوق المنتج.
عندما أصبح السيد Robert Lane رئيساً تنفيذياً لهذه الشركة في عام 2000م كانت تتمتع بنقاط قوة في علامتها التجارية وفي منتجاتها وقاعدة ولاء العملاء. ما كان ينقصها هو تحقيق أعمال كبيرة. كان هدف القائد الجديد هو تحقيق نسبة 12% على عائدات التشغيل خلال فترة “الجفاف” الاقتصادي و نسبة 28% في الاوقات الاقتصادية الجيدة. كانت خطته هي تحقيق ذلك بالاستمرار في ابتكار منتجات جديدة وأفضل.
ادرك هذا القائد تماماً أن السبيل الوحيد للحفاظ على اداء اقتصادي قوي هو من خلال الابتكار الذي يجعل الشركة في مقدمة صفوف المنافسين. وكان له الحق في تلك الرؤية فعندما استلم دفة هذه الشركة في عام 2000م كان سعر السهم «عالقاً» في حدود 20 دولاراً، وبحلول منتصف عام 2008م تراوح سعر السهم إلى ما بين 70 إلى 80 دولاراً. برغم أن الشركة تضررت كثيراً بسبب الركود الاقتصادي في أواخر عام 2008م لكنها استمرت في الاستثمار في مجال التكنولوجيا لتجنب الوقوع في «جحيم السلع»، أي ان تتكدس السلع وتضطر لتخفيض الاسعار.
لتحقيق هذا المستوى من الابتكار و ما يصاحبه من نجاح مالي في الشركة، نحتاج ترسيخ ثقافة تغذي الابتكار باستمرار. ادناه بعض النصائح الذي اشار اليها المؤلف التي تساعد الشركة على البقاء في المقدمة:
- توصيل هدف الابتكار بانتظام وفي جميع انحاء الشركة.
- تشجيع طاقم العمل وحثهم على الابتكار.
- مكافأة الابتكار.
- خلق روح الالحاحية في طاقم العمل.
- عدم الدخول ابداً في معركة الأسعار.
المصدر : مجلة المدير | العدد : 159