«الحَجُّ عَرَفةُ»

  • — الجمعة يونيو 14, 2024

إن من حكمة الله ورحمته بعباده، أن جعلَ لهم مواسِمَ يتزوَّدون فيها من التقوى والإنابة، والقُرب منه -سبحانه-؛ فما تخرجُ الأمةُ من موسِم عبادةٍ إلا وهي تستقبلُ موسِمًا آخر؛ لتترادَفَ صِلتُهم بالله، ينالُون من نفَحَاتها، ويغنَمون من بركاتها، ويجعلُونَها سُلَّمًا إلى رحمةِ الله ورِضوانِه.

(مخطط مشاعر الحج)

ولقد ملأَ ربُّنا -جلَّ شأنُه- العشرَ من ذي الحجَّة بفضائل من الطاعات والبركات، وحجٌّ إلى بيته الحرام. خصَّ فيها جمعَ عرفة حين يُباهِي بهم ملائكتَه، فيُشهِدُهم أنه قد غفرَ لهم.

ومن كرمِه وإحسانِه: أنه لم يقصُر المنفعةَ في هذا اليوم على الحاجِّ فحسب؛ بل وسِعَت كلَّ من لم يُكتَب له قصدُ بيت الله الحرام أن يصوم يوم عرفة مُحتسِبًا ذلك عند الله؛ فإن فيه كفَّارةَ عامَين: عامًا مضَى وعامًا يُستقبَل. فقد قال -صلوات الله وسلامُه عليه-:«صيامُ يوم عرفة أحتسِبُ على الله أن يُكفِّر السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعدَه» رواه مسلم.

اللهم اجعل مواسِم الخيرات لنا مربحًا ومغنَمًا، وأوقات البركات والنفَحات لنا إلى رحمتك طريقًا وسُلَّمًا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم تقبَّل من الحُجَّاج حجَّهم، ومن الصائمِين صومَهم.

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، صاحبِ الوجه الأنور، والجَبين الأزهر، وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ ﷺ وآله، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وكرمِك وإحسانِك يا أرحم الراحمين.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


#يوم_الجمعة، #يوم_عرفة، #الحج، #مكة_المكرمة، #منى، #عرفات، #مزدلفة، #عيد_الأضحى