الكاتب : اليزابيث رينتر
توقفت الكثير من الشركات عن استخدام مادة BPA في إنتاج البلاستيك بسبب الغضب في أوساط المستهلكين، ولكن لا يعني هذا انها العبوات البلاستيكية خالية من المواد الكيميائية الضارة لمجرد أن الملصق الذي تحمله يقول انها خالية من مادة “BPA”.
ففي واقع الأمر، تشير أحد البحوث العلمية الصادر من ألمانيا إلى أن هناك أكثر من 24 ألف مادة من المواد الكيميائية في أي عبوة من عبوات المياه المعبأة، وأن بعض هذه المواد لديها آثار خطيرة تتعلق بالخلل الهرموني.
وحسب ما ذكرته جامعة جوته Goethe University بفرانكفورت، أن الباحثين قاموا باختبار 18 منتج من المياه المعبأة في محاولة للبحث عن المواد الكيميائية التي تؤثر على الغدد الصماء، أو EDCs، وقد وجدوا أكثر مما كان متوقعاً، حيث كشفت تجاربهم عن وجود 24520 مادة كيميائية مختلفة، وبعد عزل المواد الكيميائية وتحديد تأثيرها على الجسم، قام الباحثون بتقليص حيز الدراسة إلى مادة واحدة تشتمل على خصائص مضادة للاستروجين وهي: DEHF أو دي (2-إثيل هكسيل) فومارات.
وقد أثار هذا الاستنتاج قلقاً كبيراً جداً. فمن أصل 18 منتج من المياه المعبأة، كان 13 منها يحوي على مواد مضادة لنشاط الاستروجين، و16 من أصل 18 اشتملت على مثبطات لمستقبلات الاندروجين في الجسم بنسبة90٪.
وبعبارة أخرى، فإن المياه المعبأة تلحق اضرار بالغة بجسم الإنسان.
وبالإضافة إلى DEHF، قرر الباحثون أن هناك بعض المواد الكيميائية التي تؤثر على الغدد الصماء EDCs لا تزال مجهولة حتى الآن ويجري حاليا بحثها، وأن هناك مواد آخر ى تسبب تأثيرات مضادة لمنشط الذكورة.
لقد ذكر الباحثون في دورية PLOS One: “لقد أكدنا الهوية والنشاط البيولوجي لـDEHF والأيزومرات الإضافية من فومارات ديوكتيل والماليات باستخدام المعايير الأصيلة، وحيث أن DEHF مضاد للاستروجين وليس ضد الذكورة، فقد توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه هناك مواد إضافية في EDCs لا تزال حتى الآن مجهولة ولابد أنها تساهم في التأثير المضاد للمياه المعبأة”.
إن اضطراب الهرمون يمكن أن يتسبب في تأثيرات خطيرة على الحياة البشرية، من النضج المبكر لدى الأطفال، إلى زيادة مخاطر أنواع معينة من السرطانات. وخلص الباحثون إلى ما يلي: “وعلاوة على ذلك، فالنشاط المضاد كان قوياً جداً، حيث أن ما يعادل 3.75 مل من المياه المعبأة تقوم بتثبيط الاستروجين ومستقبلات الاندروجين بنسبة تصل إلى 60 و 90 في المئة.
كما عثر على مياه معبأة من ستة بلدان مختلفة تحتوي على استروجين، مضاد الإستروجين، وكذلك مواد كيميائية مضادة للذكورة، والبروجيسترونية، ومواد أخرى مثل الجلايكورتيكود. وهذا يدل على أن المشروبات الشعبية ملوثة بـEDCs وبدرجات متفوتة”.
المصدر: Natural Society