تحت قيادة قائد يتمتع بالذكاء العاطفي يشعر مرؤوسيه بمستوى من الراحة المتبادلة؛ فتجدهم يتبادلون الأفكار ويتعلَّمون من بعضهم البعض ويتخذون القرارات بشكل تعاوني وينجزون أعمالهم بلا تسويف، والأكثر أهمية ربما هي أن التواصل مع الآخرين على المستوى العاطفي يجعل للعمل معنى أكبر، كما يشير إلى ذلك كتاب Primal Leadership الذي اشترك في تأليفه ثلاث من المؤلفين هم Daniel Goleman و Richard Boyatis و Annie McKee.
حدّد المؤلفون اربعة أبعاد للذكاء العاطفي وكفاءتها:
1. الوعي الذاتي
- الوعي الذاتي العاطفي: معرفة عواطفك الشخصية وإدراك تأثيراتها واستخدام “الحدس الباطني” لتوجيه القرارات.
- دقة التقييم الذاتي: معرفة نقاط القوة والحدود.
- الثقة في النفس: الشعور القوي بقيمتك وقدراتك.
2. ادارة الذات
- ضبط النفس العاطفي: السيطرة على العواطف والدوافع التخريبية.
- الشفافية: اظهار الصدق والنزاهة و الجدارة بالثقة.
- القدرة على التكيُّف: المرونة في التكيُّف مع الظروف المتغيرة أو التغلب على العوائق.
- الإنجاز: الدافعية نحو تحسين الأداء لتلبية المعايير الداخلية للتميُّز.
- المبادرة: الاستعداد للعمل واغتنام الفرص.
- التفاؤل: رؤية الميزات في الأحداث.
3. الوعي الاجتماعي
- التعاطف: الشعور بعواطف الآخرين وفهم وجهة نظرهم والاهتمام الفاعل بما يقلقهم.
- الوعي التنظيمي: قراءة شبكات القرارات الحالية والسياسات على المستوى التنظيمي.
- الخدمة: ادراك وتحقيق احتياجات الاتباع أو الزبائن أو العملاء.
4. ادارة العلاقات
- القيادة الملهمة: توجيه وتحفيز برؤية ملهمة.
- التأثير: ممارسة مجموعة من التكتيكات للإقناع.
- تطوير الآخرين: تعزيز قدرات الآخرين عبر التغذية المرتجعة والتوجيه.
- تغيير الحافز: الادارة والقيادة في اتجاهات جديدة.
- بناء الروابط: انشاء وصون شبكة علاقات.
- العمل الجماعي والتعاون: التعاون وبناء الفريق.
اظهرت الدراسات التي أُجريت على الدماغ أن النظم العصبية المسئولة عن الاستجابة للفكر والعواطف منفصلة ولكن لها اتصالات متداخلة. توفِّر هذه الدارات العصبية في الدماغ القاعدة العصبية للقيادة الأولية.
برغم أن ثقافة الأعمال غالباً ما تضع قيمة كبيرة على الفكر يخلو من العاطفة، إلا أن عواطفنا هي أكثر قوة بالمقارنة مع أفكارنا. في الحالات الطارئة يقود الفص الحوفي في الدماغ- مركز العاطفة للانسان- بقية الدماغ.
هناك سبب وجيه لذلك، فالعواطف حاسمة من أجل البقاء وتصبح وسيلة الدماغ لتنبيهنا بالأشياء الطارئة وتوفر لنا خطة فورية للحدث المعين-قتال أو فرار، أو الثبات في مكان. الدماغ المسئول عن التفكير يتطور من دماغ حوفي ويستمر في أخذ الأوامر منها عندما تواجه تهديداً.
المصدر : مجلة المدير