«حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس وعجل السامري الذهبي»

  • — الثلاثاء يوليو 30, 2024

دوما يصور الغرب الرياضة على أنها فعل تنافسي، ترفيهي، معزول تماما عن التأثيرات الدينية العميقة والانقسامية السياسية، وكانت الدلالات الثقافية لحفلات الافتتاح عبارة عن استعراض ثقافي يركز على قيم عالمية مشتركة، أو استعراض تسويقي لهوية البلد المضيف.

لكن، من الواضح أن حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس عبث فيه الشيطان وزخرفه لاتباعه، وأنتجوا هذا العمل الحقير في محاولة لفرض مشهد من القبح الحضاري المعاصر؛ من تجميد اللوطية والمخنثين والمسترجلات، وبعث جثث الأموات من القبور لتبدأ بالرقص والغناء، والزج بالأطفال في هذا المحفل الرياضي وإشارات قذرة لآفة “البيدوفيليا: الميل الجنسي إلى الأطفال”… إلى ظهور أصنام لـ “مولوخ” الذي يذكر في كتاب النصارى المقدس كوثن كنعاني تقدم الأطفال له كقرابين، وظهور فارس الحصان الأشهب، الذي يعد عندهم نذير شؤم وويلات تصيب الأرض… وعجل السامري الذهبي، الذي كان الكفار من بني إسرائيل يتخذونه إلهاً عندما غاب عنهم نبي الله موسى {عليه السلام}… إلى ازدراء الأديان واحتقار المتدينين والنصارى بخاصة؛ والسخرية من المسيح عيسى ابن مريم (عليه السلام)، وحوارييه، بلوحة “جندرية” شهوانية، وجعلتهم كلهم من الشواذ كعنوان لانتصار إله “اللذة” على إله “الألم”… في نسق ثقافي تبشيري انقسامي -لعلها- أغضبت وأساقفة فرنسا والكنيسة “الكاثوليكية” والأسوياء من البشر، وحتى بعض وسائل الإعلام الغربي ذكرت أنه أسوأ افتتاحية لألعاب أولمبية في تأريخ الألعاب الحديث!!!

افتتاحية الألعاب الأولمبية في باريس، لم تكن سوا تبشير لدين عبدة الشيطان الجديد الذي يعبر وبكل وضوح عن محاولة لفرض انحطاطهم على العالم، بالخروج عن القيم والمبادئ الدينية، والأخلاقية، والإنسانية؛ وتمجيد لكل ما هو منحرف وشاذ وسالف ومنحط أخلاقيا وجعل عبادة الجسد، وتعزيز الشهوانية كمقصد وغاية للوجود البشري، بالإلحاد “النيو ليبرالي”.

الحفل باختصار كان عمل فلسفي تبشيري لصلاة “النيو ليبرالية” ومنتجاتها اللادينية الجديدة؛ حالة استعلاء على كل الأديان السماوية، وثقافات الشعوب، والتوجهات الإنسانية، على كل فطرة بشرية سوية؛ وكأنهم يقولون: هذه مراكبنا لمن يريد أن يركبها من الأمم، ويخضع لتعاليم آلهتها الجديدة وقيمنا الغربية المنحطة بمعايرها المزدوجة!!!

قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (١٠٤) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (١٠٥) ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (١٠٦)﴾.

اللهم يا عزيز يا جبار لا ترفع لهم راية، ولا تحقق لهم غاية، واجعلهم عبرة وآية.