«روبلكس Robolx» عبارة عن منصة تجمع ملايين الألعاب معًا، وتحتوي على تطبيقات متنوعة ينشئها المستخدمون، وتكمن خطورة ألعاب “روبلوكس” على الأطفال والمراهقين في أن تلك الألعاب هي من صنع وابتكار من يشاء من المستخدمين؛ وظهرت في الآونة الأخيرة عدة انتهاكات مضرة تتضمن مشاهد لاغتصاب فتاة على يد عصابة إجرامية، ومحتويات جنسية خطيرة، كما تعرضت عدّة حسابات للسرقة وتهديد أصحابها الصغار مما سبب لهم الكثير من الخوف والقلق والإحباط، والانفعال، بالإضافة إلى بعض السلوكيات العدوانية والعنيفة وبعض الاضطرابات في النوم.
لماذا منصة ألعاب «روبلوكس» خطيرة على الأطفال والمراهقين؟
ألعاب منصة “روبلوكس” لها آثاراً على صحة الأولاد العقلية والنفسية، وتجسد خطراً عليهم من نواحٍ أخلاقية مثل الإيحاءات الجنسية من خلال الشاشات في أعمار مبكرة ما يتسبب في تغييرات سلوكية، حيث يستغل المنحرفون الأطفال، ويؤدي تعمقهم بالتركيز إلى درجة دخولهم لعالم آخر عند اللعب وعدم الانتباه لأي شخص بجانبهم أو يتحدث معهم، ومنهم من يواجه أموراً أكبر كموضوعات إباحية وغيرها، تصيب الأطفال بحالات نفسية، نتيجة تصوير أطفال لمشاهد جنسية أو طلب صور من الطفل له أو لأهله، واستغلال مادي؛ كسرقة أرقام الحسابات البنكية لأهالي الأطفال عن طريق استغلال حب الأطفال ملابس شخصيات جديدة بما يطلق عليه في اللعبة باسم «سكنات» وأسلحة لشرائها، وأيضاً استدراجهم لعالم اللاعب الآخر داخل اللعبة لدخولهم غرف للدردشة وتجسيد أمور كثيرة عن طريق الشخصية داخل الغرف.
ماهي أعراض الإدمان على ألعاب منصة “روبلوكس”؟
تستهدف روبلوكس الأطفال الصغار وما فوق، بينما تستهدف الألعاب الأخرى عبر الإنترنت الأشخاص في سن المراهقة وما فوق، وهذه الفئة العمرية من الأطفال ضعيفة، لم تنمُ أدمغتها للتحكم في ضبط النفس، ولذلك تنساق بسهولة لممارسة هذه الألعاب الإلكترونية المسببة للإدمان.
وفيما يلي بعض العلامات (أو الأعراض) التي تظهر على الطفل وتؤكد إدمانه اللعبة، في حال ظهورها، يجب تداركها حتى لا تصل حالة مرضية قد يصعب التغلب عليها، وهي:
- الإلحاح وإعطاء الأولوية للعب (الإدمان الإلكتروني).
- التأثير في سلوكيات الحياة الاجتماعية والتعليمية.
- تشتت الانتباه وصعوبة التركيز.
- سرعة الغضب والخوف والقلق والأحاسيس السلبية.
- إهمال النظافة الشخصية ونظافة المكان.
- الصراع مع أفراد العائلة.
- التأثير في الدماغ (الصحة العقلية).
وقد تسببت لعبة «روبلكس Robolx» بالعديد من شكاوى الأهالي، وفقد لاحظت أم أسترالية، تغير نفسية ابنتها لثلاثة أيام وبعد الجلوس ومراقبة الابنة عند اللعب لاحظت أن هناك اثنين يدخلونها عالمهما داخل غرفة وتجسيد مشهد اغتصاب للبنت مما أدخلها بحالة نفسية.
إلى ذلك، قالت أحد الامهات: لم أواجه أموراً أخلاقية عند ابني، ولكن كان الإدمان بشكل ملحوظ عليه أنه يدخل اللعبة مع أقاربه الذين في عمره بجلوسهم بجانب بعض، ولكن تركيزهم في الأجهزة وليس في الحياة الواقعية، مما سبب لهم ضعف التعامل الاجتماعي والانطواء وعدم حب التجمعات والناس والتعلق الكبير في اللعبة.
وأضافت: عند ملاحظتي لإدمان ابني، بحثت أكثر عن اللعبة وتعمقت لمعرفة ما هي، وأساءني ما رأيته والخطورة الأخلاقية والصحية التي يتعرض لها، إذ إنه يتعلم من المنحرفين الشتم والقذف وغيرها من فيديوهات وصور يتم إرسالها له في مواقع التواصل الاجتماعي بعد استدراجه.
وقالت إحدى الأمهات: وجدت ابني بدأ بإدمان اللعبة ويدخل مع غرباء وسماعي أصوات من يلعبون معه، واستئت لأنهم أشخاص كبار في السن يتلفظون بكلمات بذيئة، كما أن الغرف مصممة بصور إباحية وغير لائقة لاستدراج الأطفال لأمور لا يمكنني وصفها لسبب عدم استيعابي لها وصدمتي بأن أغلب الأطفال مدمنون على هذه اللعبة ونحن كأولياء أمور لا نعرف ما يدور داخلها. وتابعت: يجب الحذر من كل الألعاب المتاحة الآن في الأجهزة لاستغلال المنحرفين للأطفال ودخولهم في حياتهم الإلكترونية وتغيير تفكيرهم ومن يحاول سرقتهم.
وتقول “فيكتوريا إل دنكلي، طبيبة نفسية للأطفال: ” الاستخدام المفرط لألعاب الفيديو قد يؤدي إلى فرط نشاط أدمغة الأطفال، وصعوبات في التحكم بالعواطف… ولعبة روبلوكس أكبر مسبب لبث الغضب والانزعاج في أذهان لاعبيها الصغار مرهفي الإحساس، لما تحرضه من عنف”.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن إدمان الألعاب الإلكترونية يؤثر على الصحة العقلية، علماً أن هذه المشكلة آخذة في التنامي على مستوى العالم؟!!.
خطوات لمعالجة إدمان الألعاب الإلكترونية (تدريجياً)
هناك عدة خطوات نفسية يمكن اتخاذها لمساعدة على التحكم في إدمان الأبناء والبنات للألعاب الإلكترونية، وتقليل فرص حدوث اكتئاب بسبب الحرمان، وفقًا الدكتور عبد العزيز آدم استشاري علم النفس وعضو بالاتحاد العالمي للصحة النفسية:
- التحاور مع الطفل بهدوء وشرح الأخطار وكيف يمكن دعمه بشكل أفضل.
- تحديد اوقات معينة لاستخدام الأجهزة (هاتف جوال، حاسب آلي ثابت أو محمول).
- تحديد نشاطات ذهنية بديلة ؛ هوايات مثل القراءة، أو الرسم، أو تعلم مهارات جديدة.
- إنشاء بيئة مناسبة في المنزل للاجتماع العائلي.
- تشجيع التواصل المباشر مع الأهل والأقارب والأصدقاء …
- التشجيع على ممارسة الرياضة (سباحة، كرة، دراجات، الجري، ….الخ) والتي تساعد في تقليل الرغبة في الجلوس أمام الأجهزة لأوقات طويلة
- الارشاد وذلك من خلال مشاهدة فيديوهات لأطفال أثر عليهم سلباً إدمان الألعاب الإلكترونية
- في حال استمرار مشكلة الإدمان وتأثيرها السلبي على حياة الأولاد، استشر مختص في الصحة النفسية .
اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا بحفظ، واكلأهم برعايتك، واكفهم شر الأشرار والفاسدين والفجار.