«تحولت إلى رجل، وانتحرت في النهاية»

  • — الإثنين سبتمبر 16, 2024

“نورا فينسنت” كاتبة أمريكية وصحفية نسوية، قررت أن تتحول إلى رجل؛ وبمساعدة فنانة مكياج، تعلمت محاكاة الذقن الخفيفة للرجل، والشعر القصير المقصوص على نحو مسطح، وتدربت على رفع الأثقال لبناء عضلات صدرها وظهرها، وكيفية تعميق صوتها وإبطاءه، والانحناء إلى الخلف في أثناء التحدث، وأطلقت على نفسها اسم “نيد”، واقتحمت عالم الرجال، وكوّنت صداقات في المجتمع على أنها رجل!!!

فما الذي حصل، وماذا كانت نتيجة هذه التجربة المنحرفة؟!

خلال العام والنصف الذي عاشته “نورا” كرجل تحت اسم “نيد”؛ وضعته في عدد من المواقف النمطية المفرطة الذكورة، وكان زملاؤه يعتقدون أنه “مثلي الجنس”، لأن يتصرف معهم كالفتيات، وكان يُرفض (يُطرد) في بعض الأحيان من الحانات التي يرتادها العزاب الذكور.

وبعد مدة بدأ “نيد” يفقد أعصابه؛ فقد شعر بالغربة والانفصال بين الرجال، ودخل إلى معتكف (ورشة عمل) للذكورة العلاجية، وبعد المعتكف إلى مشفى لعلاج الاكتئاب الذي لم ينفع في علاج انتكاس الفطرة، وألفت كتاب بعنوان “الجنون الطوعي: عامي الضائع والموجود في مستشفى المجانين”، بعد أن انكشفت شخصيتها، وذهبت إلى المشفى، بسبب خطر الانتحار، وبينما كانت تجوب المؤسسات العقلية، وجدت نفسها غارقة في الاكتئاب، وتحاول التوفيق بين مزيج من الأدوية لمعالجة الحالات العصبية التي تمر بها.  وبعدها انتهت مغامرتها التي استغرقت ١٨ شهراً، أصدرت كتاباً تحت عنوان: “رجل صُنع ذاتياً Self-made Man “، امتدحت فيه صفات الرجال، واكتشفت أنهم -حسب تجربتها- يعانون ظلماً شديداً؛ كونهم لا يستطيعون التعبير عن شعورهم مثل النساء!!

وفي عام 2013، بدأت كتابة رواية بعنوان “أدلين”، وحاولت الانتحار، وكتبت لاحقًا في مقال لموقع Literary Hub: “أدلين” لم تكن مجرد عمل خيالي، أو فعل من أفعال التكلم البطني الأدبي؛ لقد كانت رسالة “. وأضافت أن الضياع الخطير في عملها الذي قامت به لم يكن بالأمر الجديد في “أدلين”؛ فعلت ما فعلته كثيرًا من قبل؛ اختفيت في شخص آخر، وظهرت كشخصيتي”.

لقد دفعت ثماناً باهظة نتيجة الانسلاخ عن الفطرة التي فطرها الله عليها كأنثى؛ فوقعت في أزمات نفسية حادة واضطرابات سلوكية، بعد التجربة القاسية، وصدمتها بالفكر النسوي المتطرف الذي يعادي، ويحارب الرجل وقوامته، ولم تعد تتحمل الآلام والصدمات التي تعانيها، فقررت الانتحار في “سويسرا”، بمساعدة طبية، بما يعرف بالموت التطوعي.

ومما قالت قبل انتحارها: “تجربتي في التحول إلى، رجل جعلتني أشعر بالضعف الشديد والألم والصعوبة في الحياة، في حين أننا جميعًا في حركة ما بعد النسوية مقتنعون بأن المرأة كانت دائمًا تعاني الأسوأ، وأن الرجال كانوا دائمًا أفضل، فقد تطلب الأمر مني أن أخطو في مكانهم لأدرك أن هذا ليس صحيحًا على الإطلاق “.

إنه الخواء الروحي

المشكلات التي يعانيها  هؤلاء، في هذا الزمن الصعب، هي في الأصل مشكلة خواء روحي وضعف إيمان وتنكب لشرائع الله، من أصحاب النفوس السقيمة بأمراض الشبهات والشهوات التي كفرت بنعم الخالق عليها (كالصحة أو المال)، فإذا مُني بالإخفاق في إحدى مراحل حياته، أصغت إلى تزيين إبليس اللعين الفعل الشائن وتغيير خلق الله، واتبعت قرناء السوء المفسدين، فيصبح الإنسان عاجزاً وخائفاً من تداعيات وجوده وعدم رضاه عن وضعه؛ فيصاب باليأس، ويهل عليه الاكتئاب والرهاب من المجهول، وتضعف نفسه؛ لإن الطاقة الإيمانية التي تمده بالصمود في الحياة مفقودة (أو ضعيفة) فيحدث جفاف في الروح، وتصبح المعيشة ضنك وشقاء فيزهق منها فينتحر.

نستعيذ بالله من ريب الشيطان وجنده، ونسأل سبحانه السلامة والعافية وحسن الخاتمة.