“تعهد العطاء” ودعم الشذوذ الجنسي وتطبيعه عالمياً !!!

  • — الخميس سبتمبر 12, 2024

الأعمال الخيرية المؤسسية من القطاع غير الربحي هي خلاصة الإنتاج البشري في تطوير العمل الخيري إجمالاً، والوصول به إلى مستويات كبيرة في الحجم والتنوع والتأثير، لكن من يتابع النشاطات التي تندرج تحت بند الأعمال والمشروعات للقطاع غير الربحي الغربي ينصدم؛ فبدلاً من أن تكون بلسمًا يداوي الفقراء والمساكين والمحتاجين، ويضمد جراحاتهم، إذا ببعضها يتحول إلى سمًا ناقعًا يفسد الفطر، ويلوث الأخلاق والعقول، ومن ذلك محاولة مأسسة دعم الشذوذ الجنسي عبر ما سمي “الرأسمالية الخيرية”!!!

منذ أطلق “بيل غيتس Bill Gates” على مؤسسته وبرامجه وأعماله اسم “الرأسمالية الخيرية”، تحولت مؤسسته بالفعل حسب تسمية إلى “رأسمالية خلاقة Creative Capitalism”، وانضمت مؤسسات وشركات أخرى إلى حملته بحدث تاريخي كبير يُسمَّى “تعهد العطاء The Giving Pledge” عام 2010م، وهو التعهد -غير الرسمي- الذي نفَّذه مجموعة من الأثرياء في أمريكا فيما بينهم، بالتحول بمعظم ثرواتهم للقطاع غير الربحي -المعفى ضريبيًا-، ليشكل هذا التعهد الانطلاقة الكبرى للرأسمالية الخيرية، وتحقيق أهدافها المعلنة (وغير معلنة)، بعيدًا عما هو مأمول اجتماعيًا من هذا العطاء الذي تكشفت بعض أجنداته؛ التي منها دعم ما يسمى بالمثلية الجنسية والمتحولين (LGBTQ)!!!

وتعتبر مؤسسة “غيتس” الخيرية أنموذجاً لدعم الشذوذ الجنسي؛ فقضية دعم المثلية الجنسية (المخنثين والمخنثات) هو موضع فخرٍ وتباهٍ لدى “غيتس” بالمال، وتدعم الأنظمة والقوانين التي تحمي هذه الفئة المنحرفة عن الفطرة والضالة، وتُلبي حقوقهم واحتياجاتهم؛ وهو أحد أهداف المؤسسة (الستة) المعلنة تحت «قِسْم المساواة بين الجنسين Gender Equality؛ حيث يحاول تحقيق مساواة الجنسين حسب التوجه “الجندري”، من خلال دمج النوع الاجتماعي عبر المؤسسة في العمل في جميع أنحاء العالم»، وورد في صفحات موقع المؤسسة ما هو أكثر من أخبار الدعم والتبرع، حينما تباهت بإعلان تخصيص المؤسسة برنامجًا لجمع التبرعات لخدمة لهذا التوجه، وذلك بصفحة محددةٍ معنِيَّة بالمِنَحِ الملتزم بها في موقع مؤسسته بـعنوان: “تمويل قضايا المثليات والمثليين Funders for Lesbian and Gay Issues, Inc”، و «تعهدت في عام 2021 بإنفاق (2,1) مليار دولار على المساواة بين الجنسين على مدار خمس سنوات، وهو أحد أكبر التزاماتها الفردية خلال عقدين من العمل».

ويعمل مموّلو قضايا المثليين على زيادة حجم وتأثير الموارد الخيرية، التي تهدف إلى تعزيز رفاهية مجتمعات المثليات والمثليين، وتعزيز المساواة والنهوض بالعدالة العرقية والاقتصادية والجنسانية؛ وحول هذا ورد في تقرير “التتبع لقضايا المثليين والمتحولين جنسيًا  Tracking Report: LGBTQ” بلغ إجمالي التمويل المؤسسي لقضايا المثليين والمتحولين جنسيًا من قِبل المؤسسات الأمريكية المانحة (209,2) مليون دولار، ويمثل هذا الإجمالي زيادة ملحوظة قدرها (22.4) مليون دولار، أي زيادة بنسبة (13%) عن العام الذي قبله، وزادت ثلاث عشرة مؤسسة غير ربحية من تبرعاتها بمقدار مليون دولار أو أكثر، وهي كلٌ من: (الجهات المانحة المجهولة، ومؤسسة غيتس، ومؤسسة “كالاموس” بنيويورك، وغيرها من المؤسسات الغربية غير الربحية).

وبلغ إجمالي التمويل المؤسسي لقضايا الشذوذ الجنسي من قِبل المؤسسات الأمريكية (251) مليون دولار في عام 2021م؛ ويتأكد بهذه المصادر المتعددة والمتنوعة -السابقة- انحراف مؤسسة “غيتس” الخيرية وبصورةٍ واضحة عن مفاهيم العمل الإنساني؛ وأن واقع هذه المؤسسة -كأنموذج- يكشف عن حقيقة هدف المساواة المعلنة والممارسات العملية في دعم المخنثين والمخنثات عالمياً!!!

فهل هذه “الرأسمالية الخيرية” التي يُسميها “بيل غيتس” رأسمالية خلَّاقة، هي الأنموذج المثالي للعطاء في عصر العولمة والتحولات الجيوسياسية ونظام العالم الجديد؟!

الإجابة:

في تقرير لصحيفة “الغارديان البريطانية” حول “رأسمالية غيتس الخيرية” أكَّدت فيه أن مؤسسة “غيتس” ربحت (20) مليار دولار فقط خلال فترة وباء “كورونا كوفيد 19″، كما ورد في تقرير حملة (أمريكيون من أجل العدالة الضريبية) أن الثروة الجماعية لـ (651) مليارديرًا في أمريكا قد ارتفعت بمقدار (1.1) تريليون دولار خلال نفس فترة انتشار وباء “كورونا”، في الوقت الذي أعلنت فيه مئة ألف شركة أمريكية إفلاسها؛ هذه الأرباح وما يقابله من خسائر لدى الشركات الأخرى يكشف الوجه الجشع للرأسمالية المتوحشة؛ لرأسمالية السوق الاقتصادية العالمية، ومن الرأسمالية الخيرية على حدٍ سواء.

 اللَّهُمَّ اجعل أعمالهم حسرات عليهم، وسلط عليهم جند من جندك، واكفناهم بما شئت، وكيف شئت. آمين