ورد في موقع: “مشروع العمل الخيري العالمي Global Philanthropy Project” حول دعم المثلية الجنسية (أو ما يسمى مجتمع الميم) وتطبيع هذه “الأيدولوجية” العفنة عالميًا؛ هذا المشروع يُعدُّ تعاونًا بين الممولين والمستشارين الخيريين الذين يعملون على توسيع الدعم الخيري (العالمي) لتعزيز حقوق الإنسان لما يسمى مجتمع الميم من المثليات والمثليين وثنائيي الميول والمتحولين جنسيًا في جنوب وشرق العالم، وهو تعاون (على المنكر) يهدُف إلى زيادة الدعم المادي، والتأثير على نوع التمويل المؤسسي الخاص والعام المخصص لهذه القضايا؛ ويعمل المشروع على مشاركة بيانات التمويل العالمي الذي يخصهم لعشر سنوات، يونيو 2024م.
في الولايات المتحدة كانت حركة دعم الشّواذ تظهر وتختفي في مزاد الحقوقيين والسياسيين بحسب الأحوال حتى كان الدعم الأكبر من قبل “جون سترايكر” (مثلي الجنس) أحد أكبر ملاك شركة (Stryker Corporation) التي بلغت مبيعاتها من المستلزمات الجراحيّة والبرمجيات قرابة 13.6 مليار دولار عام 2018، وقد بدأ دعم “سترايكر” لترويج ثقافة الشّواذ جنسياً منذ عام 2000، حين أنشأ مؤسّسة “أركوس Arcus” لتخدم “مجتمع الميم”، وقدّمت المؤسّسة أكثر من 58.4 مليون دولار للبرامج والمنظّمات التي تقوم بأنشطة دعم وترويج ثقافة الشذوذ.
ولم يكتف “سترايكر” وشركته بذلك بل عمل بجد وسخاء في تأسيس البنية التحتيّة السياسيّة والثقافيّة لدفع أيديولوجيّة الهويّة الجنسيّة والمتحوّلين جنسيًا في جميع أنحاء العالم، حيث تبرعت شركته بالملايين للكيانات الصغيرة والكبيرة التي تمثل المثليين وثقافتهم في أوروبا وآسيا الوسطى وفي 54 دولة، وفي عام 2008 أسست “أركوس” ذراع للمؤسّسة تنظّم المؤتمرات وبرامج القيادات وترويج الحريّة الدينيّة والمطبوعات البحثيّة على مستوى العالم.
ومنذ العام 2013 تشاركت “أركوس” مع مؤسّسة “المجتمع المفتوح Open Society” التابعة لـ”جورج سوروس” محرّك أيديولوجيّة المتحوّلين جنسيًّا وصاحب مبادرات تطبيع الأطفال المتحوّلين جنسيًا، من خلال الناشط “أدريان كومان” ودفع أيديولوجيّة الهويّة الجنسيّة على مستوى العالم، وفي العام 2015 عملت “أركوس” بشكل وثيق مع مؤسّسة “نوفو NoVo” لمغايري الهويّة الجنسيّة التي أسسها “بيتر” نجل الملياردير “وارن بافيت” لاستهداف تغيير ثقافة المنظّمات الدينيّة والجمعيات الرياضيّة والثقافيّة والشرطة والمدارس الابتدائيّة والمدارس الثانويّة…
وفي قائمة أفضل (10) مؤسسات عالمية خاصة تُقدِّم المنح للشواذ مثليي الجنس في الولايات المتحدة، أُدرجت مؤسسة “غيتس” الخيرية ضمن إطار مبادرة “النهوض بحقوق الإنسان” في قائمة كبار المموِّلين لتعزيز حقوق الإنسان، وتستخدم المؤسسة منظمات مبتكرة لدعم الشاذين جنسياً؟!
لقد تحول الشذوذ الجنسي في الغرب من انحراف وشهوات فردية ومجتمعية وحرية جنسية مطلقة، إلى عقيدة وأيديولوجيا فكرية وسياسية، دخلت فيها المنظمات الدولية تشريعًا وحماية، كما أسهمت الشركات الرأسمالية الكبرى بالدعم المعنوي والمادي، ومن يطلع على قوائم هذه الشركات يُدرك مدى العمل الكبير لنصرة هذه الأيديولوجيا، ومن أبرز الشركات وأشهرها: “ماكدونالدز” و “برجر كنج” و”كنتاكي KFC، و “كوكاكولا ” و “ستاربكس” و “نسكافيه” و”زارا” و “ديور ” و “شي إن” و “أديداس” و “نايكي و “إيكيا” و “إل جي” و “أبل” و “ميكروسوفت” و “سامسونج” و “ديزني” منصة “أكس” و “جوجل” و “أوبر” و “بي أم دبليو” و “تويوتا” وغيرهم.
كذلك أصبح الدعم من عالم الأندية الرياضية لدعاة الفحش ومنتكسي الفطرة في الغرب كما حدث من الدوري الفرنسي والدوري الإنجليزي اللذين غيروا شعارهم إلى شعار الشواذ جنسياً، ومن هذه الأندية؛ “أرسنال” “وستهام يونايتد” و “سوانزي سيتي” و “ستوك سيتي” و “توتنهام هوتسبير” و “بيرنلي” “مانشستر سيتي” و “ستهام يونايتد” إضافةً إلى أندية أخرى متعددة.
أيضاً إدخال شعار وعَلَم المثلية الجنسية إلى كثير من الصناعات، خاصةً ما يتعلق بملابس واحتياجات الأطفال والشباب والشابات، وتتأكد عقيدة وأيديولوجيا المثلية في جهودهم ونضالهم في كل الميادين حتى وُجدت الموالاة لأنصار المثلية الجنسية، ومعاداة للرافضين لها.
لقد وصلت هذه “الأيديولوجيا” الممنهجة إلى تعزيز وسائل الحماية عبر استخدام “المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان OHCHR”، وإصدار قوانين وإجراءات ضد التمييز بحق “الشواذ” أو الإساءة إليهم أو التبرؤ منهم (إعلان وبرنامج عمل “فيينا”)، ومن هذه القوانين الصادرة الإلزامية لدول العالم: «تلتزم المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالعمل مع الدول والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، للمساعدة في إبطال القوانين التي تُجرِّم المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين.
وتعمل المفوضية على حماية الأشخاص من العنف والتمييز على أساس ميلهم الجنسي وهويتهم الجنسانية وخصائصهم الجنسية»، وتبع ذلك إصدار قوانين، وأفلام مُوجَّهة، وحملات وحفلات دعائية تحت وسم (#لست_وحدك)، وتضامن وتقارير تستهدف بصورةٍ خاصة الدول التي تجرم هذه الفاحشة والفعل المشين؛ وجمعت شهادات لعدد من المخنثين في تلك البلدان، ونشرتها بخبث لتسويق هذه الأيديولوجيا العفنة عبر سلسلة تسجيلات ومقاطع مُصوَّرة على “الإنترنت” للضغط عليها!!!
هذا “غيضٌ من فيض” يعكس شيئًا من محاولات تصدير ثقافة الغالب بصورةٍ قسرية تنتهك الحريات العالمية، وتصادر التعدديات الثقافية للأمم وخصوصياتها، سواءً في فرض الشذوذ الجنسي على العالم، من خلال ممارسة الضغوط عبر المنظمات الأممية، أو من خلال دعم مؤسساته المعنية بالعطاء وتدخلاتها؛ والشركات الرأسمالية، ورأسمالية العمل الخيري الربحي[!!!]
فهل التصويت في “المفوضية السامية” يُعد مقياسًا لأغلبية الشعوب في العمل بهذه الأيدولوجية العفنة التي تحاول فرق نسق شامل لـلأفكار والمعتقدات والاتجاهات العامة الكامنة في الأنماط السلوكية الفاسقة؛ ونشر هذا الانحطاط الأخلاقي الغربي في محافله الدولية والأممية المنافقة؟!
أرجوا ألا نكون، كمَنْ ضيّع الجواب في زمان الأسئلة.
الواجب على كل إنسان سوي سليم الفطرة إنكار هذه الدعوات المقيتة والترويج الممنهج في نشر الأيديولوجيا السقيمة والانحطاط الأخلاقي المريع، حتى لا يمسي حالنا كحال نبي الله لوط -عليه السلام- مع قومه الفاسقين { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}؛ فأهل الفسوق والفساد لا يريدون أن يقتصر شذوذهم على دوائرهم الضيقة، بل أن يعم القرية (الدولة) بأكملها، وتوافقهم عليها، حتى يطغى الفجور، ويصبح أهل الفطر السليمة والفضيلة والعفة متهمون لإنهم {أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [!!!]
قال الله تبارك وتعالى : {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} [سورة هود]