سورة الأنعام هي السورة المكية الأولى في ترتيب المصحف الشريف، فهي تأتي بعد سورة البقرة وآل عمران، والنساء، والمائدة، وهنّ مدنيات جميعهنّ، وكان نزول سورة الأنعام في السنة الرابعة للهجرة، بعد الجهر بالدعوة في مكة المكرمة. وتتألّف من 165 آية، وقد انفردت هذه السورة بكونها نزلت جملة واحدة، وقد شيّعها الملائكة؛ لاشتمالها على أمور هامة؛ كمعالجتها لقضية التوحيد، لَمَّا نزلَتْ سورةُ الأنعامِ سبَّحَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وقالَ : <<لقَد شيَّعَ هذِه السُّورةَ منَ الملائِكةِ ما سدَّ الأُفُقَ>>.
مقاصد سورة الأنعام
تضمنت سورة الأنعام الكثير من الموضوعات التي كان لها أهداف ومقاصد جليلة، ومنها ما يأتي ذكره:
- إثبات إبداع الله -تعالى- في الخلق، وأنّه وحده من يستحق الحمد، وأنّه متفرّد بالألوهية.
- بيان خلق الإنسان، وعرض حياة الإنسان وعيشه ومماته، وذلك كله بتقدير من الله -تعالى- وحكمته.
- إثبات قدسية الله -تعالى- الخالق وتنزيهه عن أن يكون له ولد أو صاحبة. تذكير كفار قريش الذين أعرضوا عن الحق، وكذّبوا بالقرآن الكريم بحال القرون الماضية التي كذّبت وتمادت فأهلكها الله -تعالى-.
- التهكّم على المشركين، حين طلبوا من نبيهم المزيد من المعجزات الخارقات.
- إثبات صدق القرآن الكريم، وأنّ أهل الكتاب يعرفون من كتبهم أنّه كتاب حقّ.
- لوم المشركين عند تكذيبهم حقيقة البعث، وأنّ آلهتهم لن تنفعهم يوم يبعثون أمام الله -تعالى- للحساب.
- بيان الحكمة الإلهية من إرسال الرسل للناس؛ وأنّ وظيفتهم فقط هي إنذار الناس، وأنّهم بشر لا يعلمون شيئاً من الغيب.
- تذكير المؤمنين بأنّ أساس التفاضل بينهم هو التقوى والقُرب من الله -تعالى- فقط، وليس كما شاع في الجاهلية من تفاضل بالمال والنسب.
- ذكر قصة إبراهيم -عليه السلام- مع أبيه، وقصته مع قومه، وفي ذلك تسلية للنبي.
- توضيح معنى تقوى الله -تعالى-، وأنّها لا تعني أن يُحرّم المرء نفسه من الطيّبات التي حلّلها الله، بل أن لا ينجر العبد وراء شهواته.
- تذكير المؤمنين بنعمة نزول القرآن الكريم عليهم، وأنّه خاتم الكتب الإلهية.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما؛ سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.