يقع بعض الأشخاص في فخ نفسي من خلال البحث عن استشارات نفسية من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعندها يتوقع المريض أنه سيكون في حالة أفضل بعد نصائح الذكاء الاصطناعي، وعندما لا يحصل على النتيجة المرجوة من الاستشارات ينهار وتتراجع الحالة للأسوأ و قد يلجأ للانتحار.
وأكد بعض الأخصائيين النفسيين أن الذكاء الاصطناعي ربما يتسبب في تدهور الصحة النفسية للأفراد الذين يعملون في أماكن عمل تستخدم التقنية (التكنولوجيا) في كافة تفاصيل العمل، فيجدون أنفسهم في حالة عزلة داخل مكاتبهم مع الآلات والروبوتات، فتنعدم العاطفة والتفاعل الاجتماعي، فيشعر الموظف بالعزلة والوحدة ويدخل في حالة اكتئاب.
وهناك آثارا سلبية للذكاء الاصطناعي، منها: الإفراط في استخدامه لزيادة حصيلة المعرفة ليصل لحد الإدمان (مخدرات نفسية)، بسبب الخوف من أن يحل الذكاء الاصطناعي محله بسبب ما يروج له بشكل سيء؛ “بأنه يجب أن تتعلم كيف تستخدمه وإلا سوف يستبدلك الذكاء الاصطناعي، ومن هذه النقطة تظهر مشكلة نفسية متعلقة بإدمان الذكاء الاصطناعي، وهي: التوتر والقلق فيلجأ الفرد للطب النفسي، ويتجه للذكاء الاصطناعي للحصول على استشارات نفسية فتظهر الكارثة الحقيقية.
لقد صُدمت مستشارة الصحة النفسية “نيكول دويل” عندما أعلن رئيس الجمعية الوطنية الأميركية لاضطرابات الأكل خلال اجتماع للموظفين أن المجموعة ستستبدل خط المساعدة ببرنامج دردشة آلي؛ وبعد أيام قليلة من إلغاء الخط المساعدة البشري، تقرر إيقاف “الروبوت” المسمى “تيسا” لتقديمه نصائح ضارة للأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية، وقالت “دويل” التي تبلغ من العمر 33 سنة، وهي واحدة من خمسة عاملين سُرّحوا بعد حوالي سنة من إطلاق برنامج الدردشة الآلي، إن تيسا “كانت تقدم نصائح لإنقاص الوزن لأشخاص أخبروها أنهم يعانون من اضطراب في الأكل.
وفقاً لبحث نشرته مؤسسة “موزيلا” فإن ومن بين 32 تطبيقا للصحة العقلية، مثل “توك سبيس” وخدمة “ووبوت” وخدمة “كالم”، أظهر 28 تطبيقا مخاطر لا يستهان بها عندما تعلق الأمر “بإدارة بيانات المستخدم”، وفشل 25 تطبيقا في تلبية معايير الأمان، مشاركة المعلومات الشخصية مع طرف ثالث”. ووصف “ميشا ريكوف”، الباحث في موزيلا، التطبيقات بأنها “آلات لامتصاص البيانات تحت قناع مساعد للصحة النفسية”. ويرى أنها تفتح إمكانية جمع بيانات المستخدمين من وسطاء التأمين والبيانات وشركات التواصل الاجتماعي. وحذر من فقدان شركات العلاج الافتراضي لبيانات حساسة بسبب الاختراقات الإلكترونية.
الاستشارات النفسية تعتمد في الأساس على السؤال والجواب والاستفاضة في الحديث بين المريض والطبيب النفسي والتعبير عن ما يشعر بها المريض من جهة وقراءة وتحليل الطبيب النفسي لحالة المريض من جهة أخرى وعندها يشخص الحالة ويصف العلاج المناسب؛ هذا الدور يعتمد في الأساس على المشاعر البشرية الإنسانية لن يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحل محلها.
إن دور الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالصحة العامة يجب أن يقتصر على إرشادات عامة ونصائح من خلال تطبيقات الصحة النفسية وليس للتشخيص والعلاج الذي يجب أن يبقى دور أساسي للمعالجين النفسيين؛ فمواكبة التطور التقني لا تعني الاندفاع بلا وعي وراءه، ويجب وضع حد لاختراق الذكاء الاصطناعي لعقولنا وصحتنا النفسية؛ وأن يبقى لدعم العامل البشري، وليس لاستبداله[!!!]
[عدة مصادر]