مدح أبو طالب النبيَّ محمد -ﷺ-، فقال فيه:
وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوَجهِه… ثِمالُ اليتامى عِصمةٌ للأراملِ.
يعني أنه يطعم اليتامى، ويعصم الأرامل مما يسوءهن، وكان هذا خُلُقه -ﷺ- قبل النبوة وبعدها، غير أنه بعد النبوة والوحي صار هذا خُلُق أمة لا يزال فيها الخير.
ولما كان جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما- يعيل يتيمات اشترى منه النبي ﷺ جمَله، ودفع إليه الثمن ثم رد الجمل، والحديث في الصحيحين، فهذا الصنيع سنة.
وهذا الخلق حسن أن يُنشر، ففيه تشجيع على مثل هذا الفعل؛ قال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} [البقرة].
فصدقة السر أفضل والعلانية مقبولة، وقد تفضل العلانية إذا كان فيها تشجيع على مثل صنيع الرجل، كالوارد في حديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة»، فالحديث في رجل سبق إلى الصدقة فتشجع الناس من بعده.
هناك كتاب بعنوان «المستجاد في فعلات الأجواد» للقاضي التنوخي، يتضمن أخبار الكرماء والأجواد والجود والسخاء، واحتوى على فوائد عظيمة في الكرم والجود والسخاء، وذكر من عرفوا واشتهروا بذلك، فهو أنيس للجليل، ويصلح لمجالس التدريس لما حمل في طياته من العبر والمواعظ وطيب الصفات والشمائل الحميدة.