{وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ}: فلا يتصرَّفُ منهم متصرِّف، ولا يتحرَّك متحرِّك، ولا يسكن ساكنٌ إلا بمشيئتِهِ سبحانه وتعالى، وليس لأحد من المربوبين -مؤمن أو كافر- الخروجُ عن ملكه وسلطانِهِ، بل هم مدبَّرون مقهورون؛ فإذا كان هو القاهرَ وغيرُه مقهورًا؛ أن العالمَ مربوبٌ محدث مُدَبَّر، له رب يصرِّفه كيف يشاء، وكان هو المستحقَّ للعبادة.
{وَهُوَ الحَكيمُ الخَبيرُ}: فيما أمَرَ به ونهى، وأثابَ وعاقبَ، وفيما خَلَقَ وقدَّر، الخبير المطَّلع على السرائر والضمائر وخفايا الأمور ومدبرها.
وهذا كلُّه من أدلة التوحيد والإيمان بالله الذي {لهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}، لكل من أراد أن يستقيم على حقيقة الأمور ومصيرها، ولا يأخذ بتهويل المهولين، ولا إرجاف المرجفين بقوة الكافرين الظالمين وما سيفعلون؛ فالملك والقدرة والقوة والعزة كلها لله الواحد القهار، ومن سواه مربوب مقهور، وتصير عاقبة جميع الأمور إليه وحده، وهو العزيز الحكيم!
اللهمَّ احفظ بلادنا وبلاد المسلمين بحفظك، ومن أرادنا بسوء وفتنه فاجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه، يا عظيم، يا رب العالمين.