«المزوج في السما»

  • — الخميس أكتوبر 10, 2024

يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري-رحمه الله- عن الزواج في المجتمع التراحمي: “حينما بلغ أبي سن الزواج قررت أسرته أن تخطب له فتاة من عائلة الكاتب سمعوا أنها في سن الزواج، وكان لا بدَّ من معاينة العروس (إذ لم يكن من المسموح للشاب أن يرى الفتاة التي سيتزوجها، ولذا كان على أمه أن تقوم بالمهمة نيابة عنه). وبعد أن استقر أعضاء الوفد المسيري في حجرة الصالون (المجلس)، وأفصحوا عن رغبتهم في المعاينة، نبههم أهل البيت أنهم أخطؤوا، ودخلوا منزل آل حلبی بدلا من منزل آل الكاتب المنزل المجاور… فأدرك أعضاء الوفد خطأهم. ولكن بعد مداولات استمرت بضع دقائق قرروا أن منزلة آل الكاتب لا تختلف البتة عن منزلة آل حلبي، ومن ثم تقرر عدم الانتقال إلى منزل الكاتب، وسألوهم: هل عندكم شابة في سن الزواج؟
فردوا بالإيجاب… وهكذا تزوح أبي من أمي، وأتيت أنا وأخوتي إلى هذا العالم نتيجة خطأ مطبعي، ففي المجتمع التراحمي لا يتزاوج الأفراد، وإنما تتزاوج العائلات”.

الزواج من المقادير التي قدرها الله للإنسان، والمكتوب عليه قبل خلق السموات والأرض؛
ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه قال: سمعت رسول الله -ﷺ- يقول: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة… ” الحديث.

لقد قدر الله بعلمه وحكمته زواج فلان من فلانة، وفلانة نصيبها تتزوج فلاناً، وحدد لهم ما ينجبون من الأولاد؛ ذكورا كانوا أم إناث، أو كان أحدهم عقيما، قال الله ﷻ: ﴿لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩)
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٥٠) ﴾ الشورى.

فليس هناك” خطأ مطبعي” في الزواج، بل كما يقال في المثل: “المزوج في السماء”… وهو حقيقة فالذي قسمه الله ﷻ في السماء قدرا مقدورا، وهو الذي سيحدث، وستتهيأ له جميع الأسباب.

وصل اللهمَّ وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.