<<مُخَدَّر اغتصاب الفتيات>>

  • — الخميس نوفمبر 28, 2024

الوعي والحيطة هما أفضل الأسلحة للحفاظ على النفس وحمايتها -بعد الله- من شر الأشرار وكيد الفجار واعتداء المجرمين، وهناك حكمة تقول: ” إذا كان الغدر في الناس موجودا فالثقة بكل أحد عجز”؛ الحكم القديمة أحيانًا تكون نصائح صادقة؛ تبدو بسيطة لكن تحمل في طياتها دروسًا عميقة من خبرة التجارب، بالتي تحمينا من أخطار لا يراها غالباً فئة المرهقات والمراهقين من الشباب والشابات، خاصة في زمن يضعف فيه الخوف من الله، وتزداد فيه أساليب التلاعب والخداع من الأشرار”، وقال الناظم:

عَرَفتُ الشَرَّ لا لِلشَ..رِ لَكِن لِتَوَقّيهِ

وَمَن لَم يَعرِفِ الشَرَّ..مِنَ الخَيرِ يَقَع فيهِ

فما هي مخدرات الاغتصاب، وكيف يمكن حماية النفس والعرض منها؟

مخدرات الاغتصاب (Date Rape Drugs) قد تشمل أي عقار (دواء) ينتج تأثيرات فسيولوجية أو ذهنية مؤقتة، أو كليهما، وتجعل الضحايا غير قادرين على بذل أي جهد أو القيام بردة الفعل الطبيعية، والدفاع عن النفس تجاه التهديدات التي قد تواجههم، بغض النظر عن درجة الوعي، ولوحظ في الآونة الأخيرة انتشار دولي لعقار يسمى “جاما هيدروكسي بيوتريت Gamma Hydroxybutyric (GHB) ” يستخدم في اغتصاب الفتيات، كما تداولته بعض وسائل الإعلام بالقبض على ” إعلامية وصانعة محتوى (بلوغر مصرية) وشخص أجنبي بحوزتهما أكثر من 180 لترا من “مخدر اغتصاب الفتيات ”

هذا العقار هو مادة سائلة ليس لها لون، ولا رائحة، وقد تخلط مع أي سائل آخر، فيبطئ الرسائل بين الدماغ والجسم في الجهاز العصبي المركزي، فيخدر الضحية، وربما تشعر بالحيرة والتوهان، وقد تمحو جزءاً من الذاكرة بعد الاستفاقة من مفعوله المخدر.

هذه المادة مجرمة دوليا؛ قد حذرت كل من منظمة الأغذية والدواء الأمريكية، وهيئة الأمم المتحدة من تصنيع وتداول هذا العقار الذي يُنتج كعقار طبي، ويستخدم في المستشفيات لقصد التخدير في العمليات الجراحية، كما حظرت تداوله في جميع دول العالم.

حماية النفس من مخدرات الاغتصاب

يستخدم عقار أو مخدر الاغتصاب في تنفيذ الاعتداء الجنسي دون مقاومة من الضحية؛ بتناوله إما على شكل حبوب عن طيب خاطر للمتعة والترفيه المزعوم، أو قد تستغفل الضحية، ويقدم لها بطريقة سرية خبيثة بإذابتها في عصير أو أي مشروب في المناسبات الاحتفالات والجلسات الخاصة والتجمعات والأماكن العامة، وهناك بعض الأمور المهمة للحماية منها:

  • المواعدة والاختلاط المحرم عموماً لا يأتي بخير.
  • عدم قبول أي شراب من شخص غريب، باعتبار إمكانية إضافة عقار الاغتصاب.
  • عدم الوثوق في شخص غريب، أو أشخاص غرباء أبداً، أو معرفة حديثة.
  • عدم الشرب أو الأكل من الأوعية المفتوحة في المطاعم والمقاهي والأماكن العامة إجمالاً، واستوثق من فتحها علب المشروبات الغازية والعصائر بنفسك، ومن أنها كانت محكمة الإغلاق.
  • عدم ترك المشروب في أي تجمع دون مراقبة طوال الوقت، حتى عند الذهاب إلى دورة المياه، والأفضل سكبه فوراً في حال الغفلة وتركه دون رقابة.
  • التعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة لمواجهة مثل هذه المواد الخطيرة والمجرمة، والإبلاغ عنها وعنهم.

وعلى أولياء الأمور التنبه والانتباه والالتفات لأولادهم (ذكوراً وإناث) وتوعيتهم لأخذ الحيطة من هذه الآفة الخطيرة، والتحذير من الأضرار الناجمة عنها على النفس والعرض والمجتمع، وفي أذكار الصباح والمساء من أسباب الحفظ والسلامة بإذن الله.

اللهم احفظ بناتنا وأبناءنا من شر الأشرار وكيد الفجار، من شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.