«جنايات اللسان من أعظم الجنايات»

  • — الخميس ديسمبر 19, 2024

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -ﷺ-: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي.» أخرجة الترمذي.

الأخلاق في الإسلام لها أهمية عظمى، وقد بعث النبي -ﷺ- ليتمم صالح الأخلاق ومكارمها ويكملها؛ مما لا شك فيه أن المؤمن حسنُ الخلق عف اللسان كريم الخصال، ومعلوم أن جنايات اللسان من أعظم الجنايات؛ السباب ليس من شيم المؤمنين، ولا يُتصور من مؤمنٍ أن يكون طعانا أو لعانا أو فاحشا أو بذيئا، كما بين ذلك النبي -ﷺ- في هذا الحديث:

«ليس المؤمن»، أي: لا يكون الشخص كامل الإيمان، أو ليس من أخلاق المؤمن:

«بالطعان»، أي: الذي يقع في الناس ويعيبهم ويقع في أعراضهم وأنسابهم ويغتابهم،

«اللعان»، أي: يكثر لعن الناس وسبهم، والدعاء عليهم بالطرد من رحمة الله،

«الفاحش»، أي: لا يكون قبيحا في فعله أو قوله ولا يكون شتاما للناس ولا سليط اللسان قليل الحياء.

«البذيء»، أي: بذيء اللسان، يتأذى الناس منه، إذا تكلم لا يحتشم، ولا يحفظ لسانه، ويتكلم بعبارات يستحي العقلاء أن يتفوهوا بها، سواء كان ذلك مما يتصل بالفواحش وبعض الممارسات الفاحشة، وما إلى ذلك.

وهذه معان متقاربة تشمل السوء في القول والفعل، وينبغي على المؤمن الحق أن يتخلق بالأخلاق الحميدة، ويترك الأخلاق السيئة؛ وفي الحديث: الحث على حفظ الجوارح وصونها عن المساوئ، خاصة اللسان.

قال الناظم:

حفظ اللسان عن القبيح أمان .. يزكو به الإسلام والإيمان

وإذا جنايات الجوارح عددت .. فأشدها يجني عليك لسان

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقنا سيئ الأعمال والأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت، تباركت ربنا وتعاليت، نستغفرك ونتوب إليك.