<<الحسد معصية ومرضٌ عضالٌ>>

  • — الثلاثاء ديسمبر 17, 2024

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ؛ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ». أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.

ومَنْ أضاع حسناته في الدنيا، فهو في الآخرة من الخاسرين.

والحسد – كفانا الله وإياكم شره- أول ذنب عُصِي الله به، وبسببه طُرد إبليس من الجنة عندما بغى وتكبر وحسد آدم عليه السلام، و أول ذنب عُصِي الله به في الأرض، فقتل قابيل اخاه هابيل فأصبح من الخاسرين.

قال ابن القيم-رحمه الله- في بدائع الفوائد: “الحاسد شبيه بإبليس، وهو في الحقيقة من أتباعه؛ لأنَّه يطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس، وزوال نعم الله عنهم، كما أنَّ إبليس حسد آدم لشرفه وفضله، وأبى أن يسجد له حسدًا، فالحاسد من جند إبليس”

والحاسد معترض على فضل الله على خلقه، فيتمنّىٰ زوال فضل الله عنهم؛ تجده مكفهر الوجه دائمًا، حقود، ضيق الصدر، قلبه دائمًا في عذاب، وصدره مليء بالهم والغم، ومشتعل بالنار حتى يحرقه.

والله سبحانه وتعالى عادلٌ في قضائه، فقد عاقب الحاسد عقابًا عظيمًا في الدنيا، يعقبها حسرةً وندامة وخسارةً في الآخرة.

يقول شوقي -رحمه الله-:

وأرِحْ جَنْبَكَ من داء الـحَسَدْ ** كم حَسُودٍ قد توفَّاهُ الكَمَدْ.

نسأل الله أن يكفينا شر كل حاسد، وأن يحفظ لنا الصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان، وأن يشغل كل حاسدٍ بنفسه ويتوب أو يتوفاه الله كمدا.