«لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم»

  • — الثلاثاء يناير 14, 2025
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ، قال : صلينا خلف رسول الله-ﷺ-، فلما أنفتل من صلاته صعد المنبر فنادَى بصوتٍ رفيعٍ أسمع العواتق في أجواف الخدور، فقال: «يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه.» [صحيح أبي داود والطبراني في الكبير ].
وفي هذا الحديث يقول النبي-ﷺ-:«يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه» وهذا نداء للتحذير؛ لأن الإيمان يجب أن يكون بالجوارح بعدما يصدق ويستقر في القلب، فتكون الأفعال والأعمال والاستجابة للأوامر والنواهي دليلا على هذا التصديق.
«لا تغتابوا المسلمين»، أي: لا تذكروهم في غيبتهم بما يسوءهم ويحزنهم،
«ولا تتبعوا عوراتهم»، أي: ولا تتحروا تتبع سقطاتهم وزلاتهم، وكشف ما يسترونه عن الناس من القبائح؛ «فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته»، أي: يكون الجزاء من جنس العمل، فكما تتبعوا سقطات المسلمين وزلاتهم واغتابوهم لفضحهم، سخر الله تعالى له من يتبع عورته فيفضحه حتى وهو في بيته.
وفي الحديث: بيان أن الإيمان يكون بالقول والعمل والجوارح، وأن المغتاب لم يستقر الإيمان في قلبه.
وفيه: التحذير من الغيبة، والترهيب الشديد من تتبع عورات المسلمين.
وفيه: أن الإسلام دين الأخلاق الحسنة، وقد أمر بحفظ الأعراض من أن تنتهك بالقول أو الفعل؛ لأنه مما يورث العداوة والبغضاء بين المسلمين.